يعدّ مزيج الألوان والضوء معًا عالمًا واسعًا بالنسبة لأدمغتنا، فهو يشبه لوحة ألوان كبيرة يستخدمها الدماغ لرسم العالم لنا...فكيف تبدو لوحتك يا ترى؟ إن تنظيمك للألوان التي ترتديها والتي تحيط بك، وتعديل الإضاءة من حولك يساهم بشكل كبير في ضبط عواطفك، فكيف تؤثّر الألوان والضوء على حياتك؟ درجة حرارة اللون تُعرّف درجة حرارة اللون بأنها حدّة وسطوع وكثافة الضوء، حيث تؤثر درجة كثافة الضوء وسطوعه تأثيرًا مباشرًا على الألوان. على سبيل المثال، إذا استخدمت في غرفتك ضوءًا درجة حرارته (أو درجة لونه) 6500 كلفن، فإنك بذلك تجعل الألوان في الغرفة مائلة للزرقة، وسطوع هذا الضوء مشابه لسطوع الشمس خلال فترة الظهيرة. وكلّما انخفضت درجة حرارة الضوء، كانت الألوان أكثر ميلًا للذهبي وأكثر دفئًا. إضاءة غرفتك تحدّد نشاطك الأضواء ذات درجة الحرارة العالية تعزّز مستويات اليقظة والنشاط، في حين أنّ الأضواء ذات الدرجات المنخفضة والمائلة للحمرة تعطي تأثيرًا مهدئًا. وبالتالي فإنّ طريقة إضائتك لغرفتك، تحدّد مستويات نشاطك. اللون الأزرق والنوم يتمتّع الضوء الأزرق بدرجة حرارة وسطوع عاليين، حيث إنّ هذا الضوء هو أقرب ما يكون إلى أشعة الشمس في منتصف النهار. وقد أظهرت المكتبة العامة للعلوم الحياتية في بحوث نشرتها مجلّة "لايف هاك" كيف يؤثر اللون الأزرق على الدماغ. يتفاعل الضوء الأزرق مع مستقبل الضوء المسمّى ب "ميلانوبسين". ويعدّ الميلانوبسين مستقبلًا حسّاسا جدًا للضوء الأزرق.... ومع المخاريط والقضبان في العين، يتمّ إرسال إشارات للدماغ ليبقى متيقظًا. الضوء الأخضر للضوء الأخضر تأثير معاكس تمامًا، فهو يشجّع الدماغ على الاسترخاء ويزيد الشعور بالنعاس. وقد أظهرت العديد من الدراسات أنّ الضوء الأزرق القويّ فعّال للغاية في زيادة الأداء وتقليل الشعور بالنعاس. الهواتف والحواسيب تعدّ شاشات الهواتف والكمبيوترات مصدرًا أساسيًا للضوء الأزرق. هل فكّرت يومًا في السبب وراء قلّة نومك؟ إن كنت تتعرّض للضوء الأزرق بكثرة خلال يومك عن طريق الهواتف أو الحواسيب أو شاشات التلفاز، فإنّ ذلك سيؤثر بلا شكّ على نومك، وبالتالي على مزاجك. حاول الابتعاد عن مصادر الضوء الأزرق قبل الخلود للنوم، أو يمكنك استخدام برنامج يسمّى "F lux" والذي يعمل على تعديل سطوع الشاشة لديك ليقلّل من نسبة الضوء الأزرق المنبعث منها. الضوء الساقط من المهمّ أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ الألوان تتغيّر بتغيّر الضوء الساقط عليها، فكما سبق وذكرنا، تؤثر درجة حرارة الضوء وسطوعه على الألوان من حولنا، وبالتالي على مشاعرنا. حاول أن تغيّر درجة حرارة الضوء من حولك، ولاحظ كيف يؤثر ذلك على مزاجك... وفي حالات اضطراب المزاج الموسمى أو التوتر الدائم، يُنصح دائمًا بتجربة العلاج بالضوء. وفي هذا النوع من العلاج يتمّ تغيير درجة حرارة الألوان والضوء المحيط ليحاكي الضوء المنبعث من الشمس والذي يؤثّر تأثيرًا إيجابيًا على المزاج والعواطف. الألوان والمشاعر لازالت الدراسات حتى الآن جارية لمعرفة كيفية تأثير الألوان على المشاعر. ولكن، أظهرت بعض البحوث أنّ معظم الاستجابات الإيجابية للألوان كانت للألوان الأساسية وهي: الأحمر، والأصفر، والأخضر والأزرق والبنفسجي. يرتبط الأحمر في الغالب مع الإثارة والعاطفة، في حين يمثّل الأخضر الهدوء والانتعاش والتوازن. أمّا الأصفر فهو يمثّل الثقة والتفاؤل. يرتبط الأزرق في الغالب بالهدوء والفكر والمنطقية، في حين يرمز اللون البنفسجي للأصالة والروحانية. اختر ألوانك برويّة يمكنك بلا شكّ أن تؤثر على مزاجك من خلال الألوان من حولك، لذا انتبه دائمًا لما تختاره من ألوان ولما تحدثه هذه الألوان من مشاعر في داخلك. إن كنت تشعر بالملل فعليك باللون الأحمر. وإن أحسست بالقلق فجرّب اللون الأخضر... إذا شعرت أنّ الناس من حولك لا يثقون بك فاللون الأزرق هو الحلّ. عدّل الإضاءة والألوان في منزلك ومكان عملك، حتى تخلق التوازن الذي يحقّق لك الراحة والهدوء ويجعلك في أفضل حالاتك.