انتخب وزير النقل التركي بن علي يلدريم بالإجماع رئيسا لحزب العدالة والتنمية الحاكم، ومن ثم رئيسا للوزراء. وفاز يلدريم (60 عاما)، أحد مؤسسي الحزب الحاكم مع الرئيس رجب طيب أردوغان، بجميع الأصوات في مؤتمر استثنائي للحزب حضره 1405 من المندوبين. وكان يلدريم المرشح الوحيد في المؤتمر الذي عقد بعد أن أعلن أحمد داود أوغلو استقالته من رئاسة الوزراء هذا الشهر، وينص النظام الداخلي للحزب الحاكم في تركيا، على أن يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة. وقال رئيس الوزراء التركي المستقيل، أحمد داود أوغلو، في كلمته الوداعية، اليوم الأحد، في المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية: "نحن نودع المناصب، لكننا لا نتخلى عن عهودنا ومبادئنا وقضيتنا، ولا نسعى وراء أجندات مؤقتة وإنما فضائل دائمة". وأضاف في كلمته: "أسلم القيادة للسيد بن علي يلدريم، ليكمل المسيرة بهذا الحزب نحو مستقبل تركيا". وأضاف داود أوغلو في تصريحاته: "أتمنى أن يكون هذا المؤتمر بشرى خير وسعادة لحزبنا حزب العدالة والتنمية وللجغرافية التركية كاملة". وعبر عن علاقته الشخصية بالرئيس التركي، بعد ما أشيع عن خلافات بينهما: "أحيي رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب السيد رجب طيب أردوغان، حافظنا على وحدة الحزب، ومضينا فيه ومن أجله، وحافظت على علاقتي الأخوية مع السيد الرئيس". وقال: "نتخلى عن مواقعنا، ولكن لا نتخلى عن فكرتنا ومبادئنا. العدالة والتنمية ليس حزب أشخاص بل حزب مبادئ لا يتخلى عنها". ويعد يلديريم وزير النقل والبحرية والاتصالات، الذي يتحدر من عائلة متواضعة من اترزينجان (شرق)، من قدامى رفاق أردوغان ويرافقه منذ وصول الرئيس الحالي للدولة إلى بلدية اسطنبول في 1994. وقال يلديريم، في كلمته الأولى التي اعتبرت بمثابة قسم ولاء، بعد إعلان انسحاب داود أوغلو في بداية شهر ماي، في ملاطية (جنوب شرق) "والآن، سنقيم نظاما رئاسيا". ويعقد المؤتمر في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث يتولى خمسة آلاف و800 شرطي تركي عملية حفظ الأمن في محيط الصالة الرياضية. وكان رئيس الوزراء التركي، داود أوغلو، حدّد اليوم، موعدا لعقد المؤتمر، في تصريحٍ صحفي أدلى به، مطلع ماي الجاري، وأكد خلاله عدم نيته الترشح لرئاسة الحزب. وطيلة مسيرة "العدالة والتنمية" التي استمرت 14 عاما منذ تأسيسه نهاية عام 2002، عقد الحزب خمسة مؤتمرات عامة، وآخر استثنائيا. وكان المتحدث باسم الحزب الحاكم، عمر جليك، أعلن الخميس الماضي، ترشيح يلدريم، لرئاسة الحزب، مرشحا وحيدًا، بموجب اجتماع عقدته لجنة الإدارة المركزية في "العدالة والتنمية"، ما يعني انتخابه رسميا رئيسا، خلفا لداود أوغلو، في مؤتمر اليوم. واتخذت قوات الأمن التدابير اللازمة، لعقد المؤتمر الاستثنائي، الذي سيصوّت فيه ألف و470 مندوبا.