نزعت كعبها العالي ، وتقدمت تسير بكل زهو وافتخار على البساط الاحمر الذي يوضع لكي يسير فوقه صانعي فرجة الفن السابع من ممثلين ومخرجين ومدعويين لمرجان كان السينمائي ، لم تكن كسابقيها او كلاحقيها من من الممثلات اللواتي سرن على البساط الاحمر، لقد اختارت السير حافية عارية القدمين وكانها تعري نفاق من يدافعون عن حرية المراة وكرامتها. لقد ارسلت الفنانة جوليا روبيرتس وهي تسير حافيتة القدمين على البساط الاحمر لمهرجان كان رسالتين ، الرسالة الاولى هي رسالة تضامن اما الثانية فهي رسالة احتجاج وثورة وتحرر. الرسالة الاولى : هي رسالة تضامن ، والتي كانت لاجل الموظفة التي طردت من عملها ، لمجرد انها رفضت انتهال الكعب العالي ، رسال تضامن مفادها ان النساء المطلوب فيهن ان يكون كعبهن عاليا علما وثقافة وفنا وذوقا ، وليس كعبا عاليا ينتعل في القدمين ، رسالة الى من طرد الموظفة لمجرد انها اختارت الا يصبح احد شروط اسمرارها في العمل كموظفة هو ما ترتدي في قدميها وليس ما تحمل في راسها. الرسالة الثانية : رسالة احتاج وتحرروثورة ، رسالة علنية وامام كل وسائل الاعلام وبشكل رمزي وسيميائي وبشكل سينمائي كذلك ، وهي رسالة وبالبريد المضمون لمنظمي مهرجان كان السينمائي مفادها ، اننا ممتلاث ولسن عارضات ازياء ، ممتلاث اخترن الفن لانه رسالة انسانية اولا وقبل كل شيء ، رسالة انسانية لانه يعلي من انسانية الانسان في مواجهة منطق تششيئه وتسليعه ، وهو المنطق الذي اصبحت النساء اولى ضحاياه ، بعدما تحولن نتيجة منطق السوق الى وسيلة لترويج السلع الاستهلاكية ، بل تحولن الى سلعت بدورهن في عالم كل شيء قابل فيه للبيع والشراء . رسالة تؤكد على ان قيمة الممثلة في كعبها العالي فنا وحرفية وذوقا ، وليس العكب العالي الذي تلبس في قدميها ، اليس عندما نريد ان نصف رجلا او امراة بانهما حازا المكانة الرفيعة في مجال من المجالات ، بأن لهما كعب عاليا في ذلك المجال ؟ كعب عالي اخترعه الغرب للمرة الاولى لاسباب ذات طبيعة وظيفية وليست جمالية ، فمدن اوروبا لم تكن على غرار مدن عالمنا الاسلامي ، مدنا مكسية ارضيتها بالحجارة ، بل كانت ترابا ، يتحول عند سقوط المطر الى برك ، وهو ما دفع الانسان الاوربي الى اختراع الكعب العالي ، ليصبح بعدها وسيلة للحصول قامة اطول عندما لبسه لويس الربع عشر والذي كان قصير القامة ،حتى يبدو اطول من حاشيته ، لتتلقفه بعده نساء البلاط ونساء فرنسا ليبدون بدورهن طويلات او اقرب الى قامة الرجال ، لكن هذا الكعب العلي الذي كان له بعد وظيفي سيصبح له بعد جمالي عندما ارتدته النساء ، لكن سيحصل بعد ذلك ، انه تحول الى سجن للنساء ، بعد ان اصبح جزءا من لا يتجزء من منطق اراد ان يسجن المراة في شكل اختير لها بعناية ، وساهمة وسائل الاعلام ومنطق الاستهلاك في ترسيخه ، فالعارضات هن الطويلات النحيفات ، ونساء الاشهار لهن مقاييس معينة ، وفق منطق لا يمكن الا ان نقول عنه انه منطق تششء المراة وتسليعها.