نشرت وكالة الانباء الجزائرية الاحد صورا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة اثناء استقباله سفيري فلسطين والسودان، وذلك 24 ساعة بعد عودته من رحلة علاج بفرنسا لم يعلن عنها بشكل رسمي. وظهر بوتفليقة (77 عاما) جالسا على كرسي وبجانبه السفير الفلسطيني الجديد لؤي طه عيسى الذي سلمه اوراق اعتماده، بحضور وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى والوزير المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل. وفي صورة اخرى مشابهة، ظهر بوتفليقة مع السفير السوداني الجديد عصام عوض متولي. وقضى الرئيس الجزائري يومي الخميس والجمعة في عيادة بغرونوبل جنوب شرق فرنسا، بعد نحو سبعة اشهر من اعادة انتخابه لولاية رابعة، وهو يعاني من الضعف منذ اصابته بجلطة في العام 2013. والتزمت السلطات في الجزائر الصمت التام حول نقله للعلاج في غرونوبل رغم تاكيد مصادر فرنسية. ويطرح وضع بوتفليقة الصحي جدلا حادا في الجزائر، حول ما تعتبره المعارضة إعاقة الولاية الرابعة للتغيير السلمي والديمقراطي في الجزائر وهيمنة على السلطة من أجل إرساء نظام شمولي ونهب مقدرات البلاد. وغادر ظهر السبت مستشفى غرونوبل في شرق فرنسا والذي نقل إليه الخميس، حسبما أفادت به الشرطة الفرنسية. وشاهد مراسلون صحفيون سيارة إسعاف تواكبها عدة سيارات تغادر المستشفى، قبل أن تؤكد الشرطة أن الرئيس الجزائري كان ضمن الموكب موضحا أنه كان متجها إلى مطار غرونوبل. ووصل بوتفليقة الذي يعاني من حالة ضعف منذ إصابته بجلطة في عام 2013، الخميس إلى غرونوبل وسط أجواء من التكتم. ولم تعلن أسباب نقل الرئيس الجزائري إلى المستشفى، حيث لزمت الجزائر الصمت وكذلك المستشفى. وذكرت صحيفة "لو دوفيني ليبيري" اليومية المحلية يوم أمس الجمعة أن بوتفليقة أدخل إلى قسم القلب والشرايين في عيادة المبير الخاصة، حيث تمّ تخصيص طابق كامل له لدواع أمنية. ومنذ إعادة انتخابه لولاية رابعة في أبريل/ نيسان، لم يظهر الرئيس بوتفليقة إلا نادرا ما غذى شائعات بشان وضعه الصحي. وتقول مصادر مقربة منه إن فريقه الطبي ينصحه بعدم الإجهاد حفاظا على قواه الصحية، في حين تذكر مصادر سياسية في الجزائر، أن رسالة بوتفليقة من ظهوره المتكرر في المدة الأخيرة، كان هدفها الرد على منتقديه في المعارضة، وإسكات الأصوات الداعية لتأكيد شغور منصب الرئيس، بسبب غيابه الطويل عن الساحة. وسبق لبوتفليقة أن عالج في 2005، إصابته الأولى على مستوى الجهاز الهضمي، وفي 2013 نقل إلى مستشفى فال دوغراس العسكري لعلاج إصابة بجلطة دماغية، قضّى على إثرها قرابة الثلاثة أشهر في باريس، ولم يستعد قواه كاملة إلى غاية الآن، ما أعاق أداءه لمهامه الدستورية.