انطلقت اليوم الثلاثاء بمدينة بني ملال، ورشة تكوينية لفائدة التعاونيات العاملة في قطاع الخروب بهذا الإقليم، والمنظمة على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتادلة أزيلال. وتهدف هذه الورشة، التي يشارك فيها حوالي 30 فلاحا منتمين إلى تسع تعاونيات غابوية، إلى تأهيل قدرات هذه الفئة من الفلاحين المجاورين للغابة من أجل المحافظة على هذه الشجرة وتحسين مردودية إنتاجها وتثمينها. وأكد المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتادلة أزيلال السيد سعيد بن جيرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الجهة تتميز بنظم بيئية لشجرة الخروب، حيث تتواجد هذه الشجرة إلى جانب مجموعة من الأشجار الأخرى كالعرعار والبلوط الأخضر، على مساحة شاسعة تفوق 30 ألف هكتار بإقليم بني ملال. وأشار إلى أن المديرية الجهوية تقوم حاليا بدراسة ميدانية لتحديد مواطن هذه الشجرة من أجل تنمية سلسلة الخروب، مذكرا بأن استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تهدف إلى الحفاظ على هذه الشجرة وتنميتها من خلال إشراك الساكنة المحلية في هذا المنظور الشمولي. وبعدما أبرز الاستعمالات المتعددة لشجرة الخروب، خاصة في تربية النحل وتربية الماشية، وكذا باعتبار الخروب مادة أساسية في عدد من الصناعات كالأدوية والتجميل والصناعات الغذائية، أوضح السيد سعيد بن جيرة أن شجرة الخروب تلعب دورا متميزا سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية خاصة الجانب المتعلق بالحفاظ على التربة. وأكد أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ركزت على تنظيم الساكنة المجاورة للغابة في إطار تعاونيات غابوية، تربطها عقود شراكة مع المندوبية السامية من أجل استغلال هذه الشجرة ومنتوجها وبالتالي ضمان دخل إضافي لهؤلاء الفلاحين. ويتضمن برنامج هذه الورشة، المنظمة في إطار تفعيل مشروع التعاون المغربي الألماني حول "التكيف مع التغيرات المناخية وتثمين التنوع البيولوجي"، مواضيع تهم "حكامة التعاونيات .. الممارسات الجيدة وآليات التسيير"، و"زراعة الخروب.. الغرس والتطعيم"، و"سلسلة الخروب .. التقييم وإمكانيات التنمية"، فضلا عن تنظيم زيارة ميدانية إلى مشتل الدروة لتقديم عروض تطبيقية حول عملية الغرس وتقنيات التطعيم المتعلقة بزراعة الخروب، وأخرى إلى إحدى الوحدات الصناعية المتخصصة في تحويل منتوج الخروب وتثمينه بمدينة فاس . تجدر الإشارة إلى أن شجرة الخروب لها مردودية عالية، حيث يقدر إنتاج الخروب بهذا الإقليم بحوالي 8 أطنان في السنة، والتي تقدر قيمته المالية بما يفوق 20 مليون درهم.