قتل فلسطينيان شابة وجندي اسرائيليين طعنا خلال هجومين منفصلين الاثنين في الضفة الغربية وتل ابيب، الامر الذي من شانه زيادة حدة التوتر السائد بين اسرائيل والفلسطينيين. واصيب احد المهاجمين وهو في حال الخطر في حين قبض على الاخر. ووقع الهجوم الاول ظهر الاثنين قرب محطة للحافلات في تل ابيب عندما اقدم فلسطيني على طعن جندي يهودي اسرائيلي واصابه بجروح خطرة نقل على اثرها الى المستشفى حيث توفي في وقت لاحق. وقالت متحدثة باسم مستشفى تل هاشومر ان الجندي توفي متأثرا بجروحه مساء. وقد اعلنت متحدثة باسم الشرطة ان "الفلسطيني الذي طعنه هرب والتجأ الى مبنى حيث اوقفته الشرطة في الطابق الرابع. وتدل المؤشرات الاولية على ان الدوافع وطنية". وتابعت "تم اعتقال المشتبه به الفلسطيني (18 عاما)، وهو من سكان مدينة نابلس في الضفة الغربية وتواجد بشكل غير قانوني في تل ابيب، بمساعدة مواطنين عندما كان مختبئا بشقة في الطابق الرابع لمبنى قريب من محطة الباصات المركزية والتحقيقات ما زالت جارية ". وقال شاهد عيان يدعى كوبي للاذاعة الاسرائيلية "كنا في السيارة انا وصديقي، على جسر +هاغاناه+ قرب محطتي الحافلات والقطارات، وراينا مخربا يرتدي سترة حمراء يوجه طعنتين لجندي من القوات الجوية، فاوقفت السيارة وهرع صديقي الى المخرب ولكمه مرتين". واضاف "قامت الوحدات الخاصة بالقبض عليه". ويدعى الشاب الفلسطيني نور الدين ابو حاشيه من مخيم عسكر الجديد قرب نابلس. وقال والده خالد سعيد ابو حاشيه لوكالة فرانس برس" بلغتنا الاجهزة الامنية الفلسطينية بالحادث، ولقد تفاجانا ونحن مرتبكون ولانعرف ماذا يجري". واضاف ابو حاشيه وهو واب لخمسة اولاد "ذهب نور الدين الاحد للعمل في مدينة تل ابيب.. انه صغير السن ترك مدرسته واراد ان يعمل". وقال احد مسعفي نجمة داوود الحمراء للاذاعة ان الفلسطيني "مصاب بجروح سكين في جسده ونقوم باسعافه وان جروحه طفيفة"، وقد نقل الى مستشفى اخيلوف بتل ابيب . وفي الضفة الغربية، قتل فلسطيني اسرائيلية واصاب اثنين من المستوطنين طعنا بسكين قرب تجمع مستوطنات غوش عتصيون قبل ان يصاب برصاص احد الحراس الاسرائيليين. وكانت متحدثة باسم الشرطة اعلنت في وقت سابق "قام فلسطيني بعد ظهر الاثنين بصدم سيارته بمحطة للوقود ثم غادرها وطعن ثلاثة مواطنين يهود كانوا يقفون عند موقف للباصات قرب الون شافوت في تجمع غوش عتصيون" الاستيطاني في الضفة الغربية. افاد مصدر طبي ان الاسرائيلية البالغة الخامسة والعشرين من العمر توفيت متأثرة بجروحها في حين نقل الاسرائيليان الاخران البالغان السادسة والعشرين والخمسين من العمر الى المستشفى للمعالجة. وتمكن حارس مسلح من اصابة الفلسطيني بالرصاص وتم نقله الى مستشفى حداسا في القدس وهو في حالة الخطر الشديد. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان اسم المهاجم ماهر الهشلمون من مدينة الخليل في الضفة الغربية. من جهتها قالت الاذاعة الاسرائيلية ان "ماهر الهشلمون (30 عاما) ناشط في حركة الجهاد الاسلامي اعتقل عندما كان عمره 15 عاما لالقائه زجاجة حارقة وحكم مدة خمس سنوات واطلق سراحه بعدها". كما قال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد لوكالة فرانس برس "ان المهاجم الفلسطيني حاول في البداية دهس المواطنين الاسرائيليين، وعندما فشل بدهسهم قام بالطعن". وقال رئيس المجلس الاقليمي لتجمع مستوطنات غوش عتصيون دافيدي بيرل "ان عملية الطعن الثانية التي جرت عند مدخل الون شافوت داخل حدود المجلس هي عبارة عن استمرارية مباشرة للانتفاضة الثالثة التي اطلقها ابو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) من خلال تحريض كاذب وخطير ضد دولة اسرائيل". واضاف دافيدي بيرل "يجب ان يدفع ابو مازن ثمنا باهظا، عسكريا وسياسيا على الارهاب الذي ينطلق من منطقة السلطة الفلسطينية". بدورها، اعلنت حركة الجهاد الاسلامي في غزة انها "تشيد بالعملية البطولية الثانية في هذا اليوم المبارك التي نفذها أحد مجاهدي الحركة شمال الخليل". واعتبرت الجهاد الاسلامي ان "عمليتي اليوم رد الشعب الفلسطيني على جرائم الاحتلال بالقدس وجريمة اعدام الشهيد خير الدين حمدان ابن كفر كنا الباسلة". وقتلت الشرطة الاسرائيلية خير حمدان (22 عاما) السبت عندما كان يحتج على اعتقال احد اقاربه. واثار مقتل حمدان توترا كبيرا في قريته كفركنا شمال اسرائيل. وكان اكثر من 2500 شخص شاركوا السبت في تجمع احتجاجا على مقتله كما قام عشرات الشبان باحراق الاطارات عند مدخل البلدة وقاموا برشق الشرطة بالحجارة، بحسب الشرطة. وفي سياق متصل، اعلنت الشرطة ان 24 شخصا من عرب اسرائيل متهمين بالمشاركة في اعمال العنف التي تلت مقتل حمدان سيمثلون الاثنين امام قاض من اجل التمديد المحتمل لفترة توقيفهم الاحترازي. واوضحت ان عشرة بين الموقوفين من القاصرين. وتاتي هذه الحوادث اثر التوتر الذي تشهده القدس الشرقية المحتلة منذ الصيف وازداد حدة في الاسابيع الاخيرة. وتشهد الاحياء الفلسطينية في المدينة احتجاجات غاضبة ليلية اعتراضا على سياسة اسرائيل وبسبب الغضب جراء محاولات مجموعات من اليمين المتطرف الصلاة في باحة الحرم القدسي. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم. ويحق لليهود زيارة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى باحة المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.