أفادت مصادر خاصة بأن لجنة السير والجولان التابعة للمجلس الحضري بمدينة اليوسفية، تنحو في اتجاه استصدار تأشير السلطة المحلية بشأن تعديل قرار تنظيمي يهم جولان العربات المجرورة بالمجال الحضري، وتكييف بنوده بخصوص التدابير الزجرية التي تضمنها التعديل والقاضية بالإتلاف الفوري للعربات المجرورة المخالفة لمقتضيات القرار التنظيمي الذي يدرج عملية الإتلاف في خانة المخالفة الثالثة، بعد الحجز لمدة خمسة أيام في المخالفة الأولى و15 يوما في الثانية. وكانت السلطات المحلية قد صادقت السنة الماضية على قرار تنظيمي جماعي اتخذه المجلس الحضري لمدينة اليوسفية يقضي بمنع سير وجولان العربات المجرورة المخصصة لنقل الركاب بثلاثة أحياء، ويتعلق الأمر بالحي الإداري والحي الحسني والحي المحمدي، بالإضافة إلى شارع بئر أنزران الذي يخترق الحيين الأخيرين، وهي أحياء تمثل القلب النابض لمدينة اليوسفية نظرا لاحتضانها مختلف الأنشطة الإدارية والاقتصادية، كما تضمن ذات القرار شروطا ملزمة لمستعملي العربات المجرورة بأحياء "ماوراء السكة الحديدية" التي لم يشملها الحظر، تتمثل في منع الوقوف الجماعي للعربات بهذه الأحياء، وتوفير حفاظات للدواب حفاظا على نظافة الأزقة والشوارع، بالإضافة إلى منع القاصرين نهائيا من سياقتها. وفي هذا الصدد أوضح أحد المسؤولين الجماعيين أنه من خلال التحرك الميداني للتصدي لظاهرة العربات المجرورة، تأكّد بالملموس عدم فاعلية الخطوات الزجرية التي تضمنها القرار التنظيمي، إذ إن غياب ترقيم العربات وتداول عدة أشخاص على العربة الواحدة، يحول دون التعرف عليها في المخالفة الثالثة الموجبة لإتلافها، مما حدا بأعضاء لجنة السير والجولان إلى التفكير في تعديل القرار ومن ثم تقرير عملية الإتلاف في المخالفة الأولى، بعد حجزها من طرف أفراد الأمن الوطني وإيداعها المحجز حيث ينفذ عمال المصلحة الجماعية عملية الإتلاف. وفيما أبدى أحد الفاعلين الجمعويين تخوفه من الفراغ الذي سيخلقه تطبيق القرار في غياب مقاربة اجتماعية، لا سيما وأن العربات المجرورة تعتبر وسيلة النقل الأولى والمناسبة ماديا في الربط بين الأحياء، أكد أحد القائمين على تدبير الشأن المحلي أن السلطات المحلية بصدد اتخاذ قرار لتحديد تسعيرة استخدام سيارات الأجرة حتى تكون في متناول المواطنين، إضافة إلى منح تراخيص جديدة ستسمح بزيادة عشرين سيارة أجرة صغيرة. يُشار إلى أن ظاهرة العربات المجرورة أضحت عنوانا للعديد من الشكايات التي تفيد بتهديدها لسلامة السير والجولان والمرور، وخدشها لملامح المدينة وبثها للضوضاء والإزعاج ومساهمتها في انتشار الأوبئة والأمراض، في الوقت الذي يرى آخرون أن العربات المجرورة ليست إلا شماعة تُعلق عليها الإخفاقات والفشل في تنزيل مشاريع اجتماعية وتنموية.