مرة أخرى تدق أجراس المخزن من داخل قصر العدالة بالرباط تنعي الأطر العليا المعطلةالمرابطة بساحة -البريد- في مصابهم الجلل القديم والجديد, بعدما كانوا ينتظرون شمس الحرية و الكرامةانتظار الظامئ الهيمان من علالة الماء البارد, في زمن" حكومة ميدلت" التي كانت تدعي هي المفتاح للحل السحري و التعويذة الملكوتية التي يتبخر أمامها طوابير المعطلين,وشياطين التخلف وتماسيح التحكم وأبالسة البؤس وفراعنة الظلم, وأنها رقية مطهرة تذهب أرجاس الماضي بين عشية وضحاها, و تبرئ الوضع المريض من عاهاته, وتحمل الأعباء عن الكواهل و تطعم الجائع اليوم قبل الغد.وأن الملائكة تتنزل أفواجا بالرحمةالعاجلة لمجرد الملتحين الصادقين اللذينأمسكوا زمام الحكومة وليس -الحكم-. وأن سماء العجائب تأتي بالنعيم تدره على الشعب بالرخاء والعملللمعطل والعدلللمظلوم والصحة للمريض بلا مقابل. وإلى حساب الأرض نعود لنتساءل عن علاقة قضية محضر20 يوليوزبفضيلةالعدالة ؟ نعرج بسرعة إلى عالم البرزخ لننصت إلى ابن القيم - رحمه الله- وهو يصرخ بصوت عال ''إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم, ومصالح العباد في المعاش والمعاد, وهي عدل كلها, ورحمة كلها , وحكمة كلها, فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها, وعن المصلحة إلى المفسدة, وعن الحكمة إلى العبث, فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل, فالشريعة عدل الله بين عباده ورحمته بين خلقه, وظله في أرضه''. إنطلاقامن هذه المآلات نقول إن العدل أم المصالح التي يقصد إليها الشارع لتحقيق سعادة الإنسان, وتجسيد معاني الفضيلة في أبعادها الاجتماعية والإنسانية ,وإرساءالعمران كان أخوياأو مدنيا قانونيا, لأن العدل هو عدل القاضي و الحاكم. لذا نتساءل متى تنفتح أقفال الوعود الانتخابية الخيالية لحكومة "بوكوكلام" لتنسج الخيوط الأولى للكرامة الأدمية بعدل الخبز اليومي وعدل العمل وعدل الأجر على العمل وعدل يعطيني مسكنا يخرجني من كوخ البؤس؟ هاتوا لي حرية الكرامة! وعدالة الكفاية! يا حماة الاستقراروصناع ثورة الصناديق. نقول إن الوفاء بالتزام محضر 20 يوليوز فضيلة ثابتة حتى في أصعب اللحظات والمنعرجات التي تعترض التأويل القانوني. لذا فطريق الفضيلة ليس محدد بدقة مسبقةفإن الفاعل السياسي الحصيف هو الذي يتمكن وسط الإكراهات أن يحدد ما هي النتائج و العواقب المحتملة لقراراته ضد "الثروة اللامادية" حسب التعبير- السلطاني- وبالتالي هو من يتحمل النتائج عن عمله.ولهذا قال ارسطو" الفضيلة هي سمة شخصية تعبر عن نفسها في اختيار يكمن في مغزى يتصل بنا يجري تحديده بمبدإعقلاني يمكن الرجل الحصيف أن يقرره"ومن هنا تبرز الحاجة إلى الفضيلة الاجتماعية كمعيار تشريعي وأخلاقي في محضر 20 يوليوز المتشابك قانونيا وسياسيا في ماهيته ومع محيطه, لأن الحاجة شديدة الصلة بالعلاقات الاجتماعية المؤثرةفي البنى الأسرية والمستقبل الشخصي للإطار المعطل. لكن ما حيلة هذا الإطار المعطل المضطر الذي يحصل في الخيار بين وباء العطالة وظلم العدالة وما يجره معه من فاقة أسرية؟ إذا كان من اللازم عض ألسنتنا قبل الجواب عن هذا الواقع المرير نقول بمنتهى الوضوح أي قضية هي قضيتنا ؟ منأجل ماذا نعيش؟ منأجل ماذا نتعلم؟ لا مناص لنا اليوم إلا أن نخاطبكم بصوت عال لا يعلى عليه صافيا في منبعه ومحتفظا بالوجهة رافعا النظر لمقام الرسالة العلمية الحاملين لواءها. إن رسالتنا ياحراس المعابد رسالة علم وحرية وتنمية وقوة وتصنيع, نزاحم بها أسيادكم مستقبلا -إن شاء الله-في أرجاء المعمور لكيلا تدوسنا الأقدام القوية, ولا نصبح متسولين فتات الأشرار الذي يملأ الفم حصىأولقطاء في التاريخ على هامش الاحداث يفعل بنا ولا نفعل. ولافي أسمال الاستبداد مهزولين مهزومين في جميع المجالات و المؤشرات الدولية. بل بحلة القوة والحرية والكرامة والعدالة والديموقراطية.
وأخيرا قبل إعدامنا ننشد نشيد الرحيل'' درسنا عمرا همشنا دهرا صمتنا قهرا ولن نصمت ولو أعدمنا شنقا''.