احتضن القطب الفلاحي بالجماعة القروية لمداغ (إقليمبركان)، مؤخرا، لقاء تواصليا نظمته عمالة الإقليم مع جمعيات وفعاليات المجتمع المدني، بهدف إبراز الحصيلة المتنوعة للمنجزات التنموية بالإقليم خلال السنوات الأخيرة، وكذا الآفاق المستقبلية للبناء التنموي بالمنطقة. ويأتي هذا اللقاء، الذي عرف حضور أزيد من 1500 مشارك ومشاركة، من جمعيات وفاعلين اقتصاديين ومنتخبين ومسؤولين وأطر مركزية وجهوية وإقليمية، تتويجا لمسلسل الاجتماعات واللقاءات التواصلية التي نظمت محليا لرصد الانشغالات والاهتمامات الآنية والمستقبلية التي عبرت عنها الساكنة ومختلف الفعاليات المحلية بالإقليم. وأكد عامل الإقليم، السيد عبد الحق حوضي، بالمناسبة، أن هذا اللقاء يشكل تجسيدا فعليا للمفهوم الجديد للسلطة وتكريسا لأسلوب الإنصات وسياسة القرب اللذين تنهجهما السلطة الإقليمية في مختلف المجالات، للاطلاع عن كثب على انتظارات المواطنين ومطالبهم المستعجلة، وكذا مواجهة مختلف التحديات المطروحة على العديد من المستويات وابتكار الحلول الملائمة لها. ودعا السيد حوضي رؤساء الجماعات الترابية إلى الحرص على تمتين الروابط مع مختلف فعاليات المجتمع المدني، الذي يعد شريكا أساسيا لا محيد عنه لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا في هذا الصدد التزام السلطة الإقليمية بالعمل على تحقيق التطلعات والانتظارات المعبر عنها خلال هذا اللقاء. من جهته، أكد المدير العام لوكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة الشرقية، السيد محمد لمباركي، على أهمية هذا اللقاء والأدوار الطلائعية والوظائف الكبرى التي تقوم بها الجمعيات في مجالات التنمية الشمولية، ومساهمتها في الصيرورة التاريخية والتحولات السوسيو- اقتصادية العميقة التي تشهدها مختلف جهات المملكة، وكذا مواكبتها للتحول الديمقراطي الذي عرفه المغرب. وقد تميز هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار"جميعا من أجل مساهمة فعالة في التنمية المستدامة "، بتنظيم أربع ورشات موضوعاتية، موزعة على قطاعات الفلاحة، والبنيات التحتية والمرافق العمومية، والتنمية البشرية، والسياحة والبيئة. وشكلت هذه الورشات مناسبة لمناقشة انشغالات وتطلعات الجماعات الترابية والفاعلين العموميين والخواص وفعاليات المجتمع المدني، فضلا عن الوقوف على المعيقات التي تعترض إنجاز بعض المشاريع مع محاولة البحث عن الحلول الملائمة لها في إطار من الثقة المتبادلة والتعاون بين جميع الأطراف، بالإضافة إلى ملامسة بعض جوانب العمل الجمعوي بالإقليم وتحديد سبل الارتقاء به نحو الأفضل. وقد توجت أشغال هذا اللقاء بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات الشراكة في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المناطق الحدودية (44 مليون درهم)، وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز ببركان الكبرى (34 مليون درهم)، وبناء وتجهيز مركز نسوي بالمدينة (4 ملايين درهم)، بالإضافة إلى بناء قاعة مغطاة متعددة الرياضات بالجماعة الحضرية سيدي سليمان شراعة (20 مليون درهم)، وثلاثة ملاعب سوسيو- رياضية للقرب المندمج من فئة "د" بالجماعات القروية لعثامنة وزكزل وفزوان (2ر7 مليون درهم). كما تم أيضا بهذه المناسبة، التي تم الإعلان خلالها عن تأسيس المجلس الإقليمي للبيئة، التوقيع على اتفاقيات شراكة بين عدد من المتدخلين، في مجال تنمية السياحة القروية والطبيعية في إطار العقد البرنامج الجهوي للسياحة (16ر18 مليون درهم)، وتأهيل مركز دراسات بالجماعة القروي بوغريبة (5ر7 مليون درهم)، وكذا تدبير النفايات الفلاحية بغلاف مالي قدره ستة ملايين درهم.