عرف إقليمسيدي إفني مؤخرا تعيين عدد مهم من الأطباء العامين و بعض الأطباء الاختصاصيين بالمستشفى الإقليمي و بعدد من المراكز الصحية القروية مما شكل انتعاشة قوية لهذا القطاع بالإقليم بعد العديد من المشاكل الذي عرفها القطاع و النقص الحاد الذي كان يعاني منه في السابق . و تأتي التعيينات الأخيرة بعد السمعة الطيبة التي أصبح يحظى بها الإقليم و الدعم المادي و المعنوي القويين اللذين أصبحت الأطر الطبية تتلقاه من مختلف الفاعلين المحليين من إدارة و سلطات و منتخبين و أعيان بحيث أن كرم الضيافة و حسن الاستقبال التي تميز ساكنة الإقليم حفز هذه الأطر على الالتحاق بالإقليم . و يعتبر تعيين هذه الأطر بالإقليم و التحاقها بعملها كخطوة لتعزيز التغطية الصحية بالإقليم التي وصلت إلى مستوى قياسي على مستوى العالم القروي ليبقى المشكل المطروح حاليا هو النقص الحاد المسجل في الأطباء الاختصاصيين بالمستشفى الإقليمي خصوصا الجراحين و اختصاصيين في طب النساء و التوليد ، مع العلم أن اختصاصية في طب الأطفال و صيدلي عينا حديثا بالمستشفى الإقليميلسيدي إفني ليبقى الأمل في التحاق اختصاصيين جدد في القريب العاجل مع العلم أن المستشفى الإقليمي لسيدي أفني يعتبر تحفة فنية معمارية من الطراز الرفيع أنشأت خلال الفترة الاستعمارية كما انه يتوفر على قاعتين للعمليات مجهزتين بأحدث الأجهزة و التقنيات و هناك طاقم مساعدة ومؤهل و له كفاءة عالية و تجربة ناجحة من جراحين سابقين ، كما أن بباقي التجهيزات الأخرى المتعلقة بالفحص بالصدى و الفحص بالأشعة و بالمختبر متوفرة أو في طريقها إلى المستشفى . و تجدر الإشارة إلى أن قطاع الصحة عرف في الآونة الأخيرة برمجة العديد من المشاريع الهامة التي من شانها أن ترقى بالعرض الصحي بالإقليم إلى المستوى المطلوب بحيث عرف المستشفى الإقليمي و المراكز الصحية القروية تعيين العديد من الممرضين و التقنيين من مختلف التخصصات ، كما انه في إطار تعزيز البنيات التحتية و التجهيزات تم تجهيز المستشفى الإقليمي و بعض المراكز بسيارات إسعاف مجهزة بتجهيزات حديثة و تمت كذلك برمجة بناء العديد من دور الإقامة الخاصة بالأطباء و الممرضين بالعالم القروي ، غير أن أهم مشروع يبقى هو مركز تصفية الكلي الذي ستعطى أشغال انطلاقته في الأيام القليلة المقبلة ، و سيساهم بناء هذا المركز في الحد من معاناة مرضى القصور الكلوي الذين يعانون من صعوبات التنقل و التكاليف الباهظة للعلاج . كما أن إتمام المرافق المكملة و المساعدة للمندوبية الإقليمية سيكون بدوره عاملا مهما لتحسين جودة الخدمات الصحية و تقريب الإدارة من موظفي الصحة. إضافة إلى الجهود التي تبدل على الصعيد المركزي و كذلك تلك التي تبدل على الصعيد المحلي فانه لا يمكن إغفال الدعم الكبير و الهام الذي تقوم به المديرية الجهوية للصحة بجهة سوس ماسة درعة و كذا الدور الطلائعي لعمالة إقليمسيدي إفني من خلال مساهمتها في اقتناء بعض التجهيزات و استقدام قوافل طبية ، و تحفيزها للأطر المعينة حديثا فبتضافر جهود كل المتدخلين ستعود بلا شك البسمة و الحيوية إلى كل المرافق الصحية بالإقليم و سيعود النشاط من جديد إلى المستشفى الإقليمي الذي كان في السابق يعرف تنظيم عمليات جراحية مختلفة و متنوعة و على قدر كبير من الدقة و عرف بجودة خدماته و كفاءة أطره و مستخدميه ، و يبقى دور المجتمع المدني مهما و رئيسيا في تحفيز الأطر الطبية المعينة حديثا و القيام بكل ما من شانه أن يساهم في تحسين صورة المستشفى لدى المواطن البسيط و بتضافر جميع المتدخلين سيعود النشاط و الحيوية إلى المستشفى و ستعود الثقة إلى كل المساهمين و المستفيدين من الخدمات المقدمة .