بات الإحتجاج الإلكتروني صيغة نضالية مؤثرة في العديد من الملفات والمحطات، وباتت مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة فضاء لحشد المحتجين والمحتجات في أفق تنفيذ محطات في العالمين الإفتراضي والواقعي. "ما تقيش تقاعدي" شعار رفعته العديد من الصفحات على الفايسبوك وتويتر، ورسمت لنفسها هدفا واحدا وهو مواجهة المقترح الحكومي لاصلاح أنظمة التقاعد. إحداها عرفت نفسها ك"متضررين من تداعيات مشروع إصلاح نظام التقاعد بالمغرب من مختلف القطاعات العمومية بمختلف انتماء اتهم"، فيما قدمت أخرى نفسها ك"صفحة للتحسيس الإجتماعي ضد المشروع الحكومي لإصلاح أنظمة التقاعد". رواد صفحات "ما تقيش تقاعدي" ليسوا ضد الإصلاح كما يقولون ولكنهم ضد أن يتحمل الموظف العمومي بمفرده عبء هذا الورش الإصلاحي. حركة ما تقيش تقاعدي بأولاد تايمة عممت مقطعا جاء فيه: "ليس من باب المزايدة السياسية ولا العمى الأديولوجي أن يقف المتتبع للشأن العام عند العديد من القرارات التي اتخذتها الحكومة الحالية منذ تنصيبها من قبل رئيس الدولة الملك محمد السادس إلى الآن؛ منذ قرار رفع الدعم الكامل عن المحروقات، مرورا بقرار الاقتطاع من أجرة الموظف المضرب ، وصولا إلى القرار الأخير بالاحتفاظ بعدد لا بأس به من الأساتذة المقبلين على التقاعد نهاية سنة 2014، إلى نهاية السنة الدراسية، والذي يعتبر قرارا تمهيديا لمشروع إصلاح نظام المعاشات المدنية للصندوق المغربي للتقاعد، كخطوة أولى لإصلاح نظام التقاعد المغربي، (أن يقف) مستغربا ومندهشا من طبيعة هذه القرارات..." قبل أن تواصل: "إن جملة من القرارات التي اتخذت، والتي ستتخذ قريبا، ضربت المسمار الأخير في نعش طبقة مشكوك في تواجدها أصلا في المجمتع المغربي التواجد شكلا والغياب مضمونا فقرار رفع الدعم عن المحرقات رغم كل المبررات التي ساقها رئيس الحكومة تبقى أكثر فئة متضررة منه هي الطبقة الوسطى، وقرار الاحتفاظ بالعديد من الأساتذة نواة الشريحة المذكورة، رغما عنهم إلى نهاية الموسم الدراسي يعتبر رصاصة أصابت في مقتل جملة من المقبلين على التقاعد. أما ما سياتي من مشروع إصلاح نظام التقاعد فلا تكفينا صفحات لإبراز نتائجه الكارثية على فئة عريضة، هي التي حملت حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، إن كان يحكم فعلا. وإذا ختم برنامجهم الانتخابي بقوله تعالى"وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" ، فإني أقول قول المؤمن اذا أصابته مصيبة " اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه". الصفحات لم تقتصر على فتح نقاشات، وتوجيه إنتقادات، وكتابة تعليقات، بل حاول روادها الإدلاء باقتراحات وتوقيع عرائض إلكترونية ونشر كل ماله علاقة بالموضوع.