عقب انتشار صورة للممثل الأمريكي توم كروز وهو يحمل حجرا كبيرا وسط جموع من الشباب ورجال الأمن، انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى فريق ينوه بإقدام الممثل على إزالة الحجر من الطريق العام في موقف إنساني محمود، وفريق آخر جعل من الصورة فرصة لمهاجمة الممثل الذي حل منذ مدة لتصوير حلقة جديدة من سلسلة أفلامه. الصورة التي يبدو فيها الممثل الأمريكي محاطا بعدد من الشباب ورجال الأمن، وصفها محبو "كروز" بالدليل على نبل وأخلاق الممثل الذي حاول إماطة الأذى عن الطريق بإزالة الحجز ووضعه جانبا، في الوقت الذي استل المنتقدون سهام استنكارهم لحجم الاهتمام الذي أبداه المغاربة تجاه ممثل تسبب في قطع الطريق السيار بين مراكش وأكادير لتصوير لقطة سينمائية تسببت في معاناة الكثير من المسافرين الذين اضطروا إلى سلك الطريق الوطنية بين المدينتين، رغم ما يعرفه هذا المقطع الطرقي من منعرجات خطيرة. وقد أثارت صورة "طوم والصخرة" نقاشا واسعا بين رواد شبكة الأنترنيت، حيث علق أحد الفيسبوكيين على الصورة بقوله "طوم كروز لا يحتاج لمثل هذه المبادرات للحصول على الشهرة، وسواء أزال الحجر أو صبغ الشجر أو ملأ الحفر فلا أهمية لذلك مقارنة مع ما وصل إليه من شهرة عالمية "، فيما علق آخر بقوله " لقد جاء من يزيل أحجارنا من الطريق بعد أن عجزنا عن فعل ذلك بسبب تحجر أفكارنا وتصلب مبادئنا"، ليضيف معلق آخر " عامل النظافة يقضي يومه تحت أشعة الشمس وقطرات المطر يجمع الأزبال وينظف الشوارع ولا أحد يعترف بمجهوداته الإنسانية والبيئية والدينية والصحية، ولم يسبق لأحد أن صفق عليه أو التقط صورة مع العامل البسيط تشجيعا له، فيما نرى عينة مهمة من المغاربة يتهافتون على التقاط الصور مع الأجانب بشكل هستيري، الشيء الذي يعكس مدى حاجة شباب اليوم إلى الجلوس مع الذات وتصحيح الأفكار والمعتقدات".