لازال موضوع مدن الصفيح بالمغرب النقطة الأكثر إثارة في أجندة الحكومة المغربية , و معها المجالس المنتخبة و السلطات المحلية , نظرا لارتباطه بسلسلة من المشاكل المتشابكة , و التي في الغالب تتسبب في هزات و رجات اجتماعية , نتيجة حالة التضاد و التنافر الحاصلة بين أصحاب هذه المساكن القصديرية و الجهات المخول لها محاربة هذه الظاهرة, و التي للأسف الشديد أصبحت تعالج الظاهرة بشكل خاطئ اعتمادا على مقاربة أمنية تنتهج من سياسة النار و الحديد سبيلا و حلا لهذه الإشكالية الصعبة , ما خلف و لازال نتائج جد وخيمة أسقطت المغرب ككل في سيل من المشاكل الإضافية , من قبيل الانحراف , و الإرهاب و التطرف و الإجرام و ما إلى ذلك من الظواهر التي أصبحت تنخر المجتمع المغربي نتيجة سياسة التحقيد و زرع الكراهية بين فئات المجتمع المغربي. فبدل أن تتجه أدمغة الدولة نحو بحث السبل الممكنة من أجل القضاء بصفة نهائية على هذا المشكل , تكتفي الدولة بممارسة سياسة القمع و التعنيف ضد هذه الفئات المستضعفة , و هنا لابد أن تكون الدولة صريحة مع ذاتها و تعترف بأن ذاك المسؤول الذي سمح لهذه الفئات ببناء مساكن قصديرية هو ذاته الذي يأتي بعد ذلك من أجل هدمها بحجية أنها غير قانونية , و من جهة أخرى صار لزاما أن نعترف بأن الدولة ذاتها هي من تجود على عديد من " المنهشين " ... عفوا المنعشين العقاريين بهكتارات كثيرة من الأراضي الإستراتيجية بأثمنة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها بخسة و زهيدة جدا , في تكريس صادق لمقولة ( صدق ... صدق اللهم في المقربين أولى ...) , فيكنز هؤلاء المنعشون من ورائها الذهب الصافي , و يمتصون جيوب المستضعفين بلا شفقة و لا رحمة, و النموذج هنا من دوار الحجر بمدينة الصخيرات , واحد من بين الدواوير الكثيرة بالصخيرات لازال سكانها ينتظرون دورهم في السكن , نموذج حقيقي يخفي خلفه واقع 6000 ( براكة ) حسب مصادر موثوقة بالصخيرات تعيش معاناة يومية عنونها الأبرز : " التهميش " و " الإقصاء " و " الحكرة " ,واقع سنستشفه من خلال ما جاء من تصريحات في هذا التقرير الحصري و الخطير , و الذي قد نفهم من خلاله أسباب كل تلك الانحرافات و الظواهر الدخيلة التي تصرف عليها الدولة أموالا طائلة . المتضررون في هذا الشريط قدموا صورا حقيقية لمعاناتهم اليومية , و الصورة أبلغ تعبيرا عن ذاتها بكل صدق , شخصوا الداء و قدموا الحلول الممكنة , هكذا هم يعيشون ... يعيشون على أمل الحصول على مسكن لائق يؤويهم و يكفل لهم كرامتهم كمواطنين مغاربة, من حقهم دستوريا و إنسانيا أن يستفيدوا من مسكن لائق يحميهم شر الأيام.... تفاصيل أخرى تجدونها من خلال هذا الشريط: