كشف اطباء اميركيون عن احتمال مخالف للتوقعات في نجاح فيروس الحصبة في التخفيف من انتشار الأورام السرطانية في جسم الإنسان. وطور الباحثون فيروس الحصبة بشكل يجعله يستهدف الخلايا المغطاة ببروتين "سي دي 46"، وهو نفس البروتين الذي يظهر بشكل كثيف على سطح خلايا الورم النقوي المتعدد، أحد أشكال سرطان الدم. ويعتبر مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشارا في سن الطفولة بصفه خاصة، ولكنه قد يصيب الكبار أيضا. ومن أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة مصحوب برشح وسعال ورمد يتبعه طفح على جميع أجزاء الجسم. ويهاجم فيروس الحصبة المعدل الخلايا السرطانية شرط ألا يكون جهاز المناعة لدى المريض قد طور امكانيات دفاعية ضده، وإلا فإنه سيدمره قبل أن يتمكن من قتل الخلايا "الخبيثة". وتستمر التجارب السريرية في مايو كلينيك بفلوريدا على العلاج "الفيروسي" الذي ربما يفتح آفاقا كبيرة في مجال مكافحة الاورام غير الحميدة متبعا تقنية تساعد في التخفيف من انتشارها. وبحث العلماء طوال سنوات إمكانية استخدام الفيروسات في علاج السرطان، وبعد سلسلة من التجارب الناجحة على الحيوان، تم حقن مريضتين بالسرطان بالفيروس لرؤية ما إذا كان العلاج الفيروسي ملائما في بعض الحالات. وقال الاطباء ان العلاج نجح في تحسين حالة ستايسي إرولتز التي عانت لسنوات من مرض المايلوما المتعددة وهو نوع من أنواع سرطان الدم. وأظهرت الحالة الصحية لإرولتز تحسنا واضحا بعد التجارب السريرية الثانية التي طبقت عليها، والتي حقنت خلالها بفيروس الحصبة المعدل. وخف النشاط السرطاني في جسم المريضة وفي منطقة الجبهة حيث قل حجم الورم كثيرا خلال ست وثلاثين ساعة من الحقن. وقال ستيفن راسل أستاذ الطب الجزيئي في مايو كلينيك "هذا شكل معين من أشكال السرطان (الورم النقوي المتعدد) وهو يرتبط مع فقدان بعض العناصر المقاومة للعدوى الفيروسية، المرضى الذين يعانون من المايلوما المتعددة الذين تم حقنهم بالحصبة المعدلة تحفزت لديهم ردود الفعل المضادة للسرطان ككل". ويعتبر مرض السرطان واحدا من بين الأمراض التي تؤرق الأطباء والعلماء في العالم، حيث لم يتمكنوا من إيجاد العلاج الفعال والنهائي له، خاصة عندما يكون في مراحله المتقدمة ويتم اكتشافه في وقت متأخر من الإصابة به وليس في وقت مبكر.