لا شك أن انتقال الدولي المغربي المهدي بنعطية إلى صفوف النادي الألماني بايرن ميونخ ، خلق هالة إعلامية كبيرة خصوصا في الوطن العربي ، وذلك نظرا لقيمة النادي واللاعب معا ولكون أن الدولي المغربي هو أول لاعب عربي يحمل ألوان وقميص النادي البافاري ولكونه أصبح أغلى مدافع في البوندس ليغا حاليا . استثناء عربي وتألق مغربي وعزيمة للاعب برهن واثبت في أقوى الدوريات الأوروبية بأن المواهب العربية والمغربية والمسلمة بصفة عامة هي موجودة بكثرة ، لكن فقط ينقصها الإدراك واليقين بأن الأقدام الأوروبية والأمريكولاتينية والإفريقية والعربية والآسيوية هي متشابهة في موهبتها متكافئة في عطائها متكاملة فيما بينها . بنعطية حمل ألوان القميص المغربي في سنة 0920، وهو مازال لاعبا في الدرجة الثانية بفرنسا مع نادي كليرمون فوت ، حيث قدم مباريات كبيرة طوال مشاركاته وجولاته وصولاته رفقة الأسود وكان صمام أمان ومدافعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ليفرض نفسه كقلب للأسد حيث أصبح من اللاممكن الاستغناء عنه . تألقه رفقة المنتخب ومع ناديه الفرنسي الممارس في الدرجة الثانية جعل مجموعة من الأندية القوية تخاطبه من اجل الدفاع عن عرشها ، فكان نادي اودينيزي الايطالي الممارس في الدرجة الأولى قبلته التي سيصقل موهبته فيه حيث انتقل إليه صيف 2010 في صفقة انتقال حر ، انتقاله هذا ساهم في تطوير مهاراته الدفاعية لكون الكالتشيو دوري يعتمد بالأساس على القوة البدنية والاندفاع ، ليبرهن بنعطية للعالم بأنه مدافع من طينة مالديني و كنفارو وغيرهم . و ليختاره الاتحاد الايطالي للعبة من بين أفضل المدافعين بالدوري المحلي إلى جانب البرازيلي تياغو سيلفا والذي كان في صفوف الميلان آنذاك . تألق دفع نادي العاصمة روما إلى التهافت وراء خدمات الدولي المغربي، فكان ما كان واستمر الأسد يزأر من خط الدفاع وخط الهجوم ، ليبهر وبذلك كبار الأندية الأوروبية وتتنافس عليه بأثمان باهظة ، أندية تشيلسي ومانشيستر وبرشلونة كلها كانت بعين على بنعطية ، فكانت الوجهة إلى فريق غير عادي . بايرن ميونخ فاز العام الماضي بكأس العالم للأندية على الملاعب المغربية بعد تغلبه على نادي الرجاء في المباراة النهائية ، وليفوز صيف هذا العام بمغربي في صفوفه وهو ليس كأي ممارس للمستديرة ، هو صمام أمان في خط الدفاع وهداف يجيد تسجيل الأهداف ومنع تسجيلها . ولعل أن بنعطية والبايرن تنتظرهم أشواط صعبة ورهانات على الطريق ، فبات واجبا على النادي تحقيق نتائج أفضل كما ينتظرها ويتمناها جمهور البربري المتمرد والمتعطش إلى عديد من الانتصارات المحلية والأوروبية ، خصوصا وان النادي وقع على صفقات مهمة هذا العام ،هدفها بالأساس تقوية الفريق والدفع به نحو تحقيق الانجازات رفقة مدرب هو كذلك يهوى ويعشق تحقيق المجد والانجازات . ولا شك أن بنعطية كما هو دائما مستعد لتقديم الأفضل والمنتظر رفقة ناديه الجديد وكذا رفقة الأسود التي هي مع موعد قريب ومع كان في الديار وأمام الأنصار ، موعد لم يتبقى له سوى القليل من الأيام، بلغة لعبة الكرة القليل جدا ، ولا بد بأن بنعطية يعرف صعوبة المهمة وصعوبة تحقيق الفوز بالكان والحفاظ عليه بالمغرب خصوصا وان التشكيلة لم تتضح معالمها بعد ، في ظل تجريب العديد من الأسماء لحد الآن . حيث بات من غير المعقول على منتخب يلعب عميده في البايرن ميونخ أن يخرج من الدور الأول ، فالرهان الدولي بالنسبة لكل لاعب هو طموح مشروع وانجاز مهم يدفع بعجلة أقدام اللاعب إلى مزيد من التألق .
كأس إفريقيا القادم هو محطة مهمة بالنسبة لكل لاعب على حدا ، وبالنسبة للمنتخب وللوطن ككل ، فالإطار بادو الزاكي معول عليه بشكل كبير خصوصا وانه هو نفسه صاحب الانجاز الذي مر عليه عقد من الزمن هناك في تونس ، فالمادة الخام موجودة والتألق المغربي حاضر فقط يجب استثماره وتوظيفه كما ينبغي بغية تحقيق الأهم ومعانقة كأس افريقية ثانية طال انتظارها .