أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم الجمعة، عن منحه "صكوك توبة" لمن يعلن توبته عن قتاله من جانب فصائل المعارضة المسلحة في محافظة دير الزور (شرقي سوريا)، والتي أطلق عليها التنظيم اسم "ولاية الخير"، التي سيطر التنظيم على معظم مساحتها. وفي بيان أصدره ونشرته مواقع تابعة له على شبكات التواصل الاجتماعي وتنسيقيات الثورة الإعلامية قال التنظيم: "تُعلم الدولة الإسلامية كل من يريد التوبة أو أعلن توبته من الفصائل المسلحة الموجودة في ولاية الخير، أن الدولة فتحت باب التوبة، وعليه تسليم سلاحه في مدة أقصاها أسبوع من تاريخ صدور البيان". واعتبر التنظيم أن كل من لا يستجيب للبيان، أو له علاقة بإخفاء سلاح أو تستر على من أخفاه، بعد انتهاء مهلة الأسبوع "خلية نائمة معادية للدولة الإسلامية". وختم بيانه بعبارة تهديد "قد أعذر من أنذر". وقدم "داعش" طريقة التوبة من خلال إحضار صورتين شخصيتين، وصورة البطاقة الشخصية إلى مكتب المعلومات بالمحكمة الإسلامية التابعة للتنظيم، لم يحدد مكانها، بغرض التوثيق حتى لا يتعرض له "جنود الدولة" لاحقاً. وطلب ممن أخذ ورقة توبة قبل صدور هذا البيان أن يوثقها في المحكمة الإسلامية بمدينة "الميادين" التابعة لمحافظة دير الزور، وإلا تعتبر ملغية. في سياق آخر ذي صلة، بدأ "داعش" بتوزيع "زكاة النفط" في محافظة الرقة (معقله الرئيسي) في سوريا، على شكل أموال تصرف للأفراد وللعائلات على حد سواء. وأوضح ناشطون أن التنظيم يقوم بدفع زكاة النفط بمقدار ألفي ليرة (حوالي 12دولاراً) لكل شخص من أهالي الرقة، كما يقدم التنظيم مساعدة مالية قدرها عشرون ألف ليرة لكل عائلة، ولكن التنظيم وبحسب هؤلاء "اشترط مقابل توزيع هذه الزكاة أن يقوم بوضع ختمه على البطاقة العائلية باسم "الدولة الإسلامية" وهذا ما منع الكثير من أهالي الرقة من استلام حصتهم من هذه الزكاة والمساعدات المالية". ورجح الناشطون أسباب امتناع الكثير من العائلات في الرقة من استلامهم الزكاة إلى خوف الأهالي الذين يتنقلون بين المدن السورية "من أن تقع البطاقة العائلية بيد عدو للتنظيم سواء أكان النظام أم قوات المعارضة المسلحة فهذا الأمر قد يسبب لصاحبه مشاكل قد لا تحمد عقباها". موضحين أن عدداً كبيراً من الموظفين في الدوائر الحكومية يضطرون للسفر إلى مدن أخرى يسيطر عليها النظام من أجل استلام رواتبهم، وهذا أيضاً سبب إضافي يمنع معظم الناس من استلامهم "الزكاة". و حثت حركة طالبان الأفغانية المسلمين على "توحيد الصف" وتجنب "الغلو في الدين" في رسالة يبدو أنها موجهة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن في الآونة الأخيرة عن خلافة إسلامية في الأراضي التي يسيطر عليها بالعراقوسوريا. ونشرت الرسالة المكتوبة باللغة العربية على موقع طالبان الأفغانية على الإنترنت أمس الخميس. وجاء فيها "حري بأن يتشكل مجلس شورى من قادة جميع الفصائل الجهادية وأهل الخبرة والعلماء الأفاضل في الشام كي يتمكنوا من حل نزاعاتهم في ضوء الآراء والمشورات المشتركة." وأضافت "على المسلمين أيضا أن يجتنبوا الغلو في الدين والحكم على الآخرين بدون بينة وألا يسيئوا الظن فيما بينهم ولا يستمعوا للاتهامات والترهات الجوفاء فإن بعض الظن إثم." وتابعت طالبان في رسالتها "لابد من السعي في توحيد الصف وجمع الكلمة وأن تقدم مصلحة الأمة على مصلحة الفرد وأن يتجنب الخلاف والنزاع ولا تسفه آراء الآخرين وتشاع الرحمة والرأفة بين المسلمين." وفي 29 يونيو أعلنت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي خرجت من عباءة القاعدة عن تغيير اسمها إلى الدولة الإسلامية وأعلنت زعيمها أبو بكر البغدادي "خليفة" للمسلمين. كانت الجماعة قد اختلفت مع تنظيم القاعدة بسبب امتداد نشاطها داخل سوريا حيث نفذت إعدامات جماعية.