تلقى المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه بمدينة طنجة إقبالا كبيرا من طرف ساكنة المدينة وزوارها ،الذين استقبلوا شهر رمضان الفضيل في جو من الخشوع والتقوى والابتهاج ،خاصة وأن هذا الشهر الكريم يصادف منذ سنوات فصل الصيف وفترة العطل والترفيه عن النفس. ويدفع ارتفاع درجات الحرارة بمنطقة طنجة خلال هذه المرحلة من السنة وما يتطلبه الصيام من جهد بدني مضاعف الكثير من الناس إلى البحث عن أماكن الاسترخاء في الهواء الطلق والتمتع بالمناظر الخلابة التي تحيط بالمدينة كمتنفسات طبيعية تنسي عناء قضاء يوم الصيام في أجواء حارة . ورغم أن المحيط الحضري لمدينة طنجة يسجل نقصا واضحا من المساحات الخضراء، فإن ساكنة طنجة محظوظة بتوفر مدينة البوغاز على ضواحي غير بعيدة عن مركز المدينة تحتوي على مناطق طبيعية خلابة ، وفضاءات للترفيه تشكل ملاذا مفضلا للأسر والشباب من أجل الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة . وهناك من يستغل تواجده بهذه الفضاءات الجميلة والنقية لممارسة ومزاولة بعض الانواع الرياضية ،غير ان الغالبية العظمى من زوار هذه المناطق تفضل رياضة المشي أو التجوال في انتظار وقت الفطور أو خلال فترات من الليل التي تصبح قصيرة خاصة في هذا الوقت من السنة. ومن بين الفضاءات التي تلقى اقبالا كبيرا بضواحي طنجة المنتزه الحضري "بيرديكاريس " ، الذي يعد من بين المواقع البيئية المهمة التي تشكل السلسلة الطبيعية المتميزة لمنطقة "جبل الكبير" المطل على مدينة البوغاز ، والذي يعد أيضا الرئة الخضراء التي تمنح المدينة مناظر خلابة تطل على مضيق جبل طارق . كما يعتبر هذا الموقع البيئي الفريد الوجهة المفضلة لعشاق الرياضة عامة ورياضة المشي للمسافات طويلة، والذين غالبا ما يتحينون الفرصة لتعبئة المياه من بعض المنابع المعروفة بالمنطقة والتي تتميز بمياهها العذبة والصحية وتستقطب المئات من الاشخاص خاصة خلال شهر الصيام. كما يعد كورنيش مدينة طنجة احد المواقع الاكثر استقطابا لساكنة المدينة والذي يعرف ازدحاما كبيرا خلال فصل الصيف خاصة خلال شهر رمضان المبارك، ويشكل هذا الفضاء المفتوح احد الشرايين المهمة للسياحة المحلية والذي يمتد على طول خليج طنجة ، من ميناء المدينة والى غاية شواطئ منطقة مالاباطا ، كما يمتد غربا مع افتتاح الطريق الساحلي على طول سفح مرتفع مرشان، الى غاية الطريق الوطنية المتوجهة نحو الرباط. ويعد هذا الفضاء البهيج نقطة التقاء عشاق رياضة الركض والمشي، كما أن بعض الأسر تختار هذا الفضاء لتناول وجبة الفطور ،والتي تحتوي على أشهى الوجبات التي يتم تحضيرها خصيصا لشهر رمضان ، والتمتع بالمناظر الجميلة ونسيم البحر واسترجاع الحيوية بعد يوم طويل وشاق. ومع ذلك، لا تنسي الحاجة للاسترخاء والترفيه المؤمنين بأن شهر رمضان هو بالأساس شهر الصلاة والتعبد والتأمل ،والذين عادة ما يخصصون أوقاتا مهمة من يوم الصيام لتأدية الصلوات في المساجد والقيام بأفضل الممارسات الدينية خاصة منها قراءة القرآن الكريم والتأمل في مضامينه والاستماع الى العروض الدينية . وتعرف مساجد المدينة عامة تدفقا كبيرا للمصلين الذي يشاركون في التلاوات الجماعية للقرآن ، كما يلتئم مريدو الزوايا في هذا الشهر الفضيل للقيام ببعض الطقوس الدينية خاصة منها تلاوة "الذكر" والامداح النبوية وتنظيم ليالي خاصة بفن السماع . كما يشكل رمضان لدى كل المغاربة بمن فيهم ساكنة مدينة طنجة شهر التآزر وفعل الخير والتضامن، ويحرص الصائمون من مختلف الاعمار والمحسنون والعديد من الجمعيات على تنظيم موائد إفطار جماعية وتوزيع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة. وبعد أداء واجباتهم الدينية والأسرية ،يفضل بعض من ساكنة مدينة طنجة قضاء بقية الليل للاستمتاع بفترات هنية بالمقاهي بالهواء الطلق أو بالحدائق أو بكورنيش ساحل البوغاز أو الاجتماع بالعائلة والأصدقاء في مسامرات خاصة . وتتطلع ساكنة مدينة طنجة الى ان تمكن مشاريع التنمية السياحية والثقافية التي يتم انجازها حاليا ،خاصة منها المتعلقة بمشروع تحويل ميناء طنجة الى ميناء ترفيهي والعديد من مشاريع دعم البنيات التحتية الثقافية التي تدخل في اطار برنامج طنجة الكبرى، من توفير فضاءات جديدة للترفيه والتسلية ومزارات ووجهات جديدة لأسر وضيوف مدينة البوغاز.