"المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار" مارتن لوثر كينغ لن أتحدث عن ما هو اضراب الأساتذة المجازون وما هي أسبابه وما إذا هي أسباب مشروعة أم لا؟ لأني أعرف أن كل الكتاب والمحللين والسياسيين قد أفاضوا بالحديث عن هذا الموضوع وكل له رأيه في الحدث وتداعياته. ما أردت مناقشته معكم ياقراء هذا المنبر الاعلامي هو موضوع الهجوم الموجه للأساتذة المجازون من شتى الجهات فقط لأنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة المتمثلة في الترقية بالشهادات الجامعية لدرجة وصلت إلى اتهامهم بأنهم أداة لتحقيق مخططات وأجندة تسعى إلى تهديد أمن البلاد. كيف يرد الأستاذ المقصي من حقه في الترقي على الإعلام العمومي ذراع الحكومة العريق الذي تارة يتهمه بأنه وراء تدني المستوى التعليمي و انحراف شباب التشرميل وتسرّبهم من المدارس وكثير من الأحيان يتهمه بإغتصاب وتقبيل المتعلمات القاصرات وغيرها من أساليب الوقاحة وقلة الإحتشام . كيف يرد الأستاذ على بعض الاهالي بأسا الزاك الذي وصل الأمر فيهم إلى حد الإعتداء على بعض الأساتذة والتعدي على بيوتهم وممتلكاتهم احتجاجا على اضرابهم بالرباط لثنيهم عن اعتصامهم . ألا تعلمون أيها الأهالي أن تحسين وضع المعلم ينعكس انعكاسا ايجابيا على تعليم أبناؤكم وتربيتهم. كيف يرد أصدقاء السحيمي البواسل على إما التهديد الصريح لوزارتنا الموقرة على توقيع عقوبات شديدة على المضربين تصل إلى المجالس (الإنضباطية)والتوقيفات الزجرية عن العمل وما شابهها من غموض، أو على استعمالها للابتزاز العاطفي بقولها أن المعلم يجب أن يكون فوق كل الحسابات المادية لأن رسالته جليلة ومهمته جسيمة والناتج عظيم كما فعلت في برنامج "مواطن اليوم" الذي بثته ذات ليلة قناة ميدي 1 تفي ، أو استخدامهم للدين في ثنيهم عن اضرابهم بتحريمه أو جرجرتهم إلى المحاكم والحكم عليهم بشتى العقوبات أدناها الغرامات المالية والسراح المؤقت وأقصاها عقوبة السجن . كل هذه التهم المجانية و الادعاءات المهلهلة والممارسات الانبطاحية ما هي إلا انعكاس سافر لسياسات الحكومة الملتحية في قمع الحريات ولغياب الإرادة السياسية في تحسين وتطوير حياة المدرس المغربي. الحقيقة اللافتة أن كل هذه الاتهامات والإدعاءات والتهديدات لم تثني قبيلة الأساتذة المجازين البواسل عن الاستمرار في معاركهم وإضرابهم البطولي الذي ما هو إلى دليل على غياب العدالة الاجتماعية وتفشي مظاهر التمييز في القطاع الذي يدبره العجوز السبعيني رشيد بلمختار.
عزيزتي الأستاذة ، عزيزي الأستاذ المقصي من حق الترقية في انتظار أن نلتقي بكم منتصف يونيو المقبل بشوارع وساحات الرباط، أرفع القبعة وأنحني تحية لموقفكم الشجاع الذي يعيد روح الأمل بمستقبل التنسيقية الأفضل .