تسلمت الفرقة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة بمدريد ملف «المافيا المسلحة» التي كانت وراء تنفيذ عملية تصفية مواطن مغربي يحمل الجنسية الإسبانية بحي برينسيبي (الأمير)، يوم الأحد الماضي، بمدينة سبتةالمحتلة. ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن دخول الفرقة الوطنية الإسبانية لمكافحة الجريمة المنظمة جاء بعد أن خلصت الأبحاث الأولية حول هذا الملف إلى أن منفذي عملية التصفية بالسلاح الناري، ينتمون إلى مافيا مختصة في الاتجار في المخدرات والأسلحة النارية بسبتة، ويرجح أن لهم علاقة بشبكات التهريب بشمال المغرب. وأفادت مصادر بمدينة سبتة أن المصالح الأمنية الإسبانية حددت هوية منفذي عملية التصفية، ويتعلق الأمر بثلاثة مغاربة يحملون الجنسية الإسبانية، يقيمون بكل من حي سواريس ومنطقة «بانتيرا»، ولهم سوابق في الاتجار الدولي في المخدرات والأسلحة النارية. وأصدرت المصالح الأمنية الإسبانية مذكرات بحث في حق المتهمين الثلاثة، والمشتبه في أن اثنين منهم فرا من سبتةالمحتلة إلى شمال المغرب، مباشرة بعد تنفيذ عملية التصفية. وحسب مصادر «الصباح» بمدينة سبتة، فإن الضحية المغربي «محمد كريم» البالغ من العمر 35 سنة، أطلق عليه المتهمون ثلاث رصاصات أمام منزله بحي «برينسيبي»، يوم الأحد الماضي، وذلك بعد أن كان يهم بتسليم ثمن تذاكر السينما إلى أبنائه. ومباشرة بعد ارتكاب الجريمة باشرت المصالح الأمنية الإسبانية بسبتةالمحتلة عمليات تمشيط بمنازل بحي «برينسيبي» بحثا عن المتهمين، وفتشت محلات تجارية مغلقة منذ سنوات تعود ملكيتها إلى مهربي مخدرات. واستنكرت جمعية حي «برينسيبي» الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها المواطن المغربي، وطالبت بتوفير الأمن، على اعتبار أن المنطقة تحولت إلى معقل لعشرات المبحوث عنهم سواء بالمغرب أو بالجنوب الإسباني. ومن المفروض أن تكون المصالح الأمنية المغربية تلقت نشرة إخبارية من نظيرتها الإسبانية عن المتهمين الثلاثة الذين نفذوا عملية التصفية، بحكم أن مذكرات اعتقالهم أرسلت إلى المكتب الوطني للأنتربول بمدريد. وتفيد معطيات أن المصالح الأمنية بسبتة أوقفت صباح أمس (الجمعة) شخصا يقيم في حي سواريس، كان سيغادر المدينةالمحتلة، ومن المرجح أن له علاقة بالمتهمين. وأثارت جريمة تصفية المواطن المغربي بحي «الأمير» ملف انتشار استعمال الأسلحة النارية بسبتة ووقوف مافيا وراء تأجير مسدسات لتنفيذ عمليات القتل في إطار الصراع بين شبكات الاتجار في المخدرات. ويشكل حي «برينسيبي» مصدر قلق للسلطات الإسبانية والمغربية على السواء، لأنه يعتبر معقلا للجريمة والاتجار في المخدرات ومأوى للمجرمين والمهربين المطلوبين داخل إسبانيا وبالمغرب على الخصوص، كما أنه خلال السنوات الأخيرة، أضحت تنشط فيه مافيا متخصصة في كراء الأسلحة النارية والاتجار فيها، وهذا ما دفع جمعيات محلية إلى المطالبة بالحزم والتدخل العاجل من طرف السلطات الأمنية، حتى لا يتحول الحي إلى كولومبيا جديدة بسبتة. رضوان حفياني ويوسف الجوهري (تطوان)