بعدما ساد الاعتقاد في الساعات الأولى التي أعقبت حادتثي أوسلو بتورط إسلاميين عاشت الجالية المغربية بالنرويج أصعب أيام مقامها في هذا البلد قبل أن تتنفس الصعداء بعد يومين من الهلع عندما تلاشت حدة الاتهامات الموجهة لأعضائها كأحد أهم الجاليات الإسلامية بالعاصمة النرويجية. كعادته دائما حاول الإعلام الرسمي النرويجي تبسيط تفسير الحادثين بنمطية وجه من خلالها الاتهام إلى من وصفهم « المتشددين المسلمين »، ما أدى إلى تعرض بعض المسلمين للاعتداء على أشخاصهم وعلى محالهم التجارية على حد وصف عدد من الإذاعات المحلية في النرويج. ورغم أن 10% من الشباب المشاركين في المعسكر الصيفي السنوي لشبيبة حزب العمال الحاكم المستهدف بإحد الاعتداءين كانوا من المسلمين، إلا أن الجالية المغربية في النرويج عاشت ، على غرار باقي الجاليات العربية و الإسلامية ، حالة من الترقب. محنة، لم تنته إلا بعدما اعترف منفذ العملية اليميني المتطرف «اندرس برينج بريفيك» بأنه وراء العمليتين. «أنا من أصل مغربي، لكني أعتبر نفسي نرويجيا، فقد ولدت هنا، لكن ذلك لم يمنع من أن تشير أصابع الاتهام إلى مثلي بعدما اعتقد الجميع هنا بأن الأمر يتعلق بهجوم نفذه إسلاميون » بهذه العبارات أجاب عاطف نامير ذو الثلاثين عاما على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية . كلام عاطف لم يأت من فراغ « ما عليكم إلا أن تنظروا إلى وزير العدل عندما كان يجيب بالنفي على سؤال لأحد الصحافيين حول ماإذاكان المتهم إسلاميا لقد حملت ملامح وجهه الكثير من الحسرة وهو يقر بأن مرتكب الجريمة لم يكن من أصل أجنبي» يقول الشاب المغربي بكثير من الانزعاج. شجاعة عاطف لم تكن حاضرة في تصريحات مغاربة أوسلو كما هو الحال بالنسبة لنعيمة التي لم يمض علي استقرارها بالعاصمة النرويجية سوى ثلاثة أشهر تترددت كثيرا قبل أن توضح بأن السكينة التي كانت تشعر بها انقلبت قلقا بعد العمليتين . نعيمة أرجعت قلقها إلى « قرب مسكنها من مكان وضع القنبلة التي هزت مقر الوزارات بالعاصمة أوسلو مخلفة سبعة قتلى »، وكذلك إلى علمها ب «أن الجالية المسلمة، الموجودة بكثرة في ناحية البناية الحكومية الستهدفة، ستكون هي المتهمة الأولى » . انزعاج المغاربة كان له ما يبرره «لقد تم إلقاء القبض على مغربي ساعات قليلة بعد الحادثة ، لماذا؟، بدون سبب » يؤكد شاب يبدو من ملامحه أنه مغاربي لكنه رفض الإفصاح عن هويته و اسمه لانه دون أواق إقامة . محنة يبدو أنها كانت عابرة فقد صرح أحد المحامين المتطوعين للدفاع عن المعتقلين لوكالة رويترز أن « الشرطة النرويجية أفرجت عن عدد من الاشخاص كانت اعتقلتهم لفترة قصيرة الأحد الماضي بعد مداهمة جرت جراء الهجومين. «لقد تم الافراج عن كل الذين اعتقلوا وجرى استجوابهم و بعدما ثبت أن لا صلة لهم بالقضية » يوضح المحامي أنديرس فرايدنبرج كاشفا انه « لم يتم العثور على أي متفجرات أثناء مداهمة مبان في شمال شرق أوسلو المعروف باستقرار جالية مسلمة كبيرة به».