يشكل موسم الفقيه بن صالح للفروسية (ألف فرس وفرس)، في نسخته ال 11، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 20 أبريل الجاري مناسبة لإحياء التراث الجماعي وترسيخه في ذاكرة الأجيال الصاعدة. وتجمع هذه التظاهرة الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية، التي تنظم على مدى خمسة أيام بمبادرة من المجلس البلدي للفقيه بن صالح وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة تادلة أزيلال تحت شعار "الفرس.. إرث ..ثقافة.. أجيال "، بين الطابع الفلاحي للمنطقة والفروسية التقليدية (التبوريدة) التي تحظى باهتمام وعناية كبيرة من لدن ساكنة الإقليم. وتتميز هذه الدورة بمشاركة عدد كبير من النجوم من المغرب وخارجه منهم حجيب، والستاتي، وعادل الميلودي، والشاب بلال ، ومجموعة ناس الغيوان، ومجموعة فناير، فضلا عن فرق فلكلورية من مختلف مناطق المغرب من أجل إبراز التنوع الفني والثقافي المغربي، وتكريم فعاليات محلية ووطنية عرفانا بما أسدته من خدمات للبلاد. وتحظى تربية الخيول بالمنطقة باهتمام وعناية كبيرة، خاصة الخيول العربية البربرية لرشاقتها وقوتها وسرعتها وقابليتها للترويض والاستعمال للفروسية التقليدية، حيث أحدثت لهذا الغرض جمعيات تهتم بتحسين النسل وتنظيم حفلات التبوريدة بالمهرجانات والمناسبات والاحتفالات من أجل الحفاظ على التراث الثقافي والرياضي للفروسية، وتنشيط الحركة السياحية. وفي هذا السياق قال رئيس المهرجان ورئيس المجلس البلدي للفقيه بن صالح السيد محمد مبديع ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذا المهرجان يبقى النواة الأساسية من أجل المساهمة في إعطاء المنطقة إشعاعا قويا على المستويين الوطني والدولي، مبرزا أن هذا الموعد السنوي أصبح يتسم أيضا بجانب اجتماعي وإنساني عبر القيام بمبادرات اجتماعية تتمثل في تنظيم حفل إعذار جماعي لفائدة أطفال ينحدرون من أسر معوزة، وعرس تقليدي، وزيارات تآزرية للمرضى بالمستشفى الإقليمي ومؤسسة إعادة الإدماج بالإقليم . واعتبر السيد مبديع مهرجان الفقيه بن صالح قطع مسارا طويلا في مجالات التنظيم، والخلق، والإبداع سلكته مجموعة من الطاقات الحية التي تختزنها قبائل الإقليم ويعكس رغبة طموحة هادفة تسعى إلى جعل هذا الفضاء قبلة للثقافة والرياضة والفن بكل ألوانه ووجهة سياحية وطنية ودولية . من جهته قال أحد الفرسان المشاركين في هذه الدورة إن موسم الفقيه بن صالح للفروسية تميز هذه السنة بمشاركة أزيد من ألف فرس وفارس من الإقليم، فضلا عن قبائل مجاورة، مشيرا إلى أن فضاء الموسم أضحى عبارة عن ملتقى تجاري ومناسبة لتعميق التواصل الاجتماعي وتبادل الخبرات والتجارب وكذا التبادل التجاري بين ساكنة المنطقة. كما أشار إلى أن الأغاني والمواويل والصيحات التي ترافق عروض (التبوريدة) تعبر عن مواقف بطولية، وهي تمجد البارود والبندقية التي تشكل جزء هاما من العرض الذي يقدمه الفرسان، خاصة عندما ينتهي العرض بطلقة واحدة مدوية تكون مسبوقة بحصص تدريبية يتم خلالها ترويض الخيول على طريقة دخول الميدان، وأيضا تحديد درجة تحكم الفارس في الجواد. وأكد أن فن الفروسية التقليدية "التبوريدة" يرمز إلى شهامة وشجاعة المواطن المغربي وعلاقته المتميزة بالفرس، مشيرا إلى أنه عبر مختلف محطات التاريخ المغربي كان للفارس المغربي دور أساسي في مقاومة الاستعمار الأجنبي وإجلائه عن أرضه? حيث كانت قبائل إقليم الفقيه بن صالح من القبائل الأولى التي حافظت على هذا الإرث حرصا منها على العناية بتاريخها الحافل في مقاومة المستعمر والدفاع عن الوطن ومقدسات الأمة. وتعتبر هذه التظاهرة السنوية التي تهدف إلى تنمية المنطقة والتعريف بمؤهلاتها الفنية والسياحية مناسبة احتفالية فولكلورية عريقة? لكونها جزء لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل الذي ارتبط في أدهان المتفرج بتقاليد وعادات ساكنة المنطقة. وقد تميز يوم الافتتاح بمشاركة مجموعة من الفرق الشعبية من مختلف المدن المغربية منها فرقة النحلة من قلعة مكونة، والركبة من زاكورا، وكناوة من مراكش، والمنكوشي بوجدة، وفرقة بتول مرواني للطرب الحساني من الصحراء، والهيت من سيدي سليمان، وأحواش بأكدز، وأحيدوس بخنيفرة، والطقطوقة الجبلية، وأحواش إيمنتانونت، والدقة المراكشية، وعيساوة مراكش وعبيدات الرمى، فضلا عن فرق موسيقية. ويتضمن برنامج هذه الدورة عروضا في فن الفروسية التقليدية "التبوريدة" ومعرضا تجاريا، وآخر للفنون التشكيلية طيلة أيام المهرجان، فضلا عن سهرات فنية، وعروض رياضية في الفول كونتاكت، وسباق للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ودوري في الكرة الحديدية، وحفل ديني بضريح الولي الصالح الفقيه بن صالح، ومسابقة في تجويد القرآن، وصبيحة تربوية لفائدة الأطفال بدار الشباب أم الربيع، وتنظيم نصف الماراطون الدولي الذي سيعرف مشاركة العديد من الأبطال المغاربة.