يعاني كثير من الناس من التوتر العصبي والقلق نتيجة عوامل وراثية او اقتصادية او اجتماعية وربما سياسية. ويعود التوتر العصبي ايضا الى الضغوطات المعيشية المتراكمة.
فتنتاب الكثير منهم سرعة الغضب لأتفه الأسباب، ويشعرون بالتوتر وعدم الاستقرار.
كما يحسون بالقلق ويشكون من قلة النوم العميق، ويشعرون بالاكتئاب فينطوون على انفسهم بعيدا عن المجتمع لافتقارهم الى قوة التحمل ومواجهة مصاعب الحياة.
ويعود الاحساس بالقلق اما لأسباب نفسية اجتماعية واقتصادية او نقص في بعض العناصر الغذائية الضرورية للصحة.
ووفقا للتغييرات التي تحدث في بعض المواد الكيماوية الموجودة بالدماغ، فان التوتر العصبي يمكنه ان يزداد ويتحول الى مرض دائم لدى بعض الأشخاص.
وللتغلب على العصبية لا بد من الإنسان ان يتحلى بالهدوء مستعينا بعدة وسائل مثل تجنب الأشخاص الذين يزعجونه، والمناقشة بهدوء والابتعاد عن الجدل.
كما ينصح الاطباء بالاستماع الى الفن الراقي مع ألحان هادئة كالموسيقى الكلاسيكية المصاحبة للبيانو والغيتار.
ويعتبر التنفس بعمق بين الوقت والآخر وصفة سحرية لطرد القلق.
فالتنفس هو الأسلوب الأكثر استخداما في تهدئة الاعصاب، وما عليك الا ان تاخذ نفسا عميقا ثم تقوم باخراجه ببطء لمدة بضع دقائق.
واكد الأطباء على فوائد التنفس العميق ومساهمته الفعالة في خفض ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية، ومساعدة الجسم من الناحية الفيزيولوجية على الاسترخاء.
وللتغلب على مشاعر الضيق ما عليك سوى الجلوس في مكان هادئ واغماض عينيك، وتخيل نفسك ربما في حديقة وأنك جالس على العشب ورائحة الزهور تفوح من حولك. فكلما تعمقت بذلك فإن الاسترخاء يكون اكثر فعالية وجدوى.
نصيحة ايضا لتكون معنوياتك مرتفعة، خذ غفوة فقط ل15 دقيقة، وعندما تستيقظ فلا بد من ان تشعر بالنشاط.
فالغفوة القصيرة تساعد دماغك على التفكير بشكل اكثر سهولة وتجعل أعصابك هادئة.
تمدد قليلا ايضا لان تصلب الاعصاب يؤدي الى التوتر، حاول الاسترخاء قدر الامكان لتحفيز دماغك وإراحته من عناء التفكير.
احرص على اغتنام كل فرصة تتاح للاستمتاع بالهواء الطلق حتى لو كان لمدة دقيقة واحدة مع استنشاق الأوكسجين النقي.
يمكنك ان تأخذ فترة طويلة للمشي لانها تريح الاعصاب وحاول السير على العشب الأخضر بدون حذاء لتفريغ الطاقة السلبية واخراج الهموم من عقلك وابعاد تفكيرك عن الامور السيئة التي تسبب لك الإزعاج.
لا تتردد باخذ حمام دافىء كلما سنحت لك الفرصة فسوف يساعدك ذلك على استرخاء عضلاتك مع إضافة زيوت اللافندر والشموع العطرية للتخلص من توتر الاعصاب.
ومن الطقوس الطبيعية التي تفيدك كثيرا فرك القدمين و يصطلح على تسميته ب"الرفلكسولوغي" وهو علاج طبي بديل يتمثل في الضغط على أجزاء مختلفة من الجسم مما يساعد على تخفيف التوتر، ويهيئ الجسم للاسترخاء.
واستنشق بكثرة رائحة الياسمين وانشرها في غرفة نومك فهي تساعد على تهدئة الاعصاب وجلب النوم المريح، حيث اثبتت التجارب الطبية الالمانية ان لها نفس اثر تناول الحبوب المنومة.
كما تعالج رائحة البرتقال القلق والخوف والاكتئاب حسب ما كشفه العلماء مؤخراً.
ونصح الطبيب الفرنسي غانسن سريعي الغضب بالتأمل باعتباره يزيد من نشاط جزء في المخ المرتبط بالانفعالات السعيدة.
واوصى غانسن بان يقوم الشخص بهذه العملية من 10 الى 15 دقيقة، مع تأمل المناظر الطبيعية الخلابة.
ويحظى النوم بالدور الأكبر والمهم في القضاء على الطاقة السلبية حيث ينصح المختصون بان لا يقل عن 8 ساعات كل ليلة.
ويلعب النظام الغذائي دورا مهما في تهدئة الاعصاب، فقد أثبتت بعض الدراسات ان هناك العديد من الأطعمة التي تقود الى الراحة النفسية وتعالج الاضطرابات العاطفية كالبيض والسمك والخضروات والبقوليات.
ويؤدي نقص هذه الفتيامينات في الجسم الى ظهور الكآبة والانفعال.
فالخس مثلا يعمل على تهدئة الاعصاب، والجزر يبعث الطمأنينة النفسية، والكبد والأرز والقمح تضاعف قدرة الإنسان على تحمل الألم، وتقلل الانفعال، وتسبب له الاسترخاء.
كما يطرد فيتامين الحديد الموجود في العدس والحمص واللحوم شبح الكآبة.
ويساهم التمر في تقوية الاعصاب، اما الموز فيساعد على التأمل وتنشيط التفكير.
وتعمل الشكولاته على مقاومة الاكتئاب وتنظيم ضربات القلب، ومنع الإحساس بالتوتر لاحتوائها على السكر والكافيين، حسب الأبحاث العلمية.
والى جانب الأكلات، تساعد المشروبات الساخنة والباردة على تهدئة الاعصاب.
فقد اثبتت الابحاث الطبية ان تناول الكمون، والكركدية، واليانسون، والبابونج، ودقيق الشعير، ومشروب النعناع يساهم في التقليل من مشاعر الارق والقلق.
وتعتبرهذه المشروبات من المهدئات الخفيفة التي تضاهي مفعول العقار الطبي المهدىء "فاليوم".
وينصح الباحثون ايضا بشرب العصائر الطبيعية فكوب من عصير التفاح، او الليمون، او التوت له قدرة عجيبة على تهدئة الاعصاب.