يوم الجمعة 17 و بينما كنت اتفصح أحد المواقع الالكترونية وجدت ان مسودة الدستور باتت متوفرة و يمكنني تحميلها فلم اتردد في تحميلها ثم فتحت الملف و بدأت بقراءة مضامين الدستور فصل بفصل و أخيرا حصلت على مسودة الدستور التي طالما انتظرتها بعد 3 أشهر من الانتظار بعد تأسيس اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور التي عينها الملك بعد خطاب 09 مارس التي كلفت بالتشاور مع الاحزاب السياسية و جمعيات المجتمع المدني بالإضافة الى المركزيات النقابية . ففي ذلك الوقت كنت متفائلا حول الدستور الجديد لأنه و لأول مرة في تاريخ المغرب بعد الاستقلال كلفت لجنة مغربية لمراجعة الدستور و تعديله علما ان دساتير كل من 1970 1962 1972 1992 1996 تكلف الفرنسيون بصياغتها حسب مقاسات الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله. اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور و التي يرأسها عبد اللطيف المنوني استمعت للأغلب الاحزاب السياسية معدا حزب الاشتراكي الموحد الذي قرر مقاطعة اللجنة و توصلت اللجنة الاستشارية بمجموعة من المذكرات تحمل تطلعات و تصورات الاحزاب و فعاليات المجتمع المدني و كذا المركزيات النقابية حول هذا المشروع الدستوري . بدأت قراءة مسودة الدستور فما ان يعجبني فصل حتى يصدمني الاخر وكما ان بعض فصول غير واضحة تركتها بعد الخطاب صحيح خلال القراءة الاولية بدا الدستور جديد مقبولا من حيث الحريات لكن هناك بعض الفصول تحتاج الى توضيح ... جاء الخطاب الملكي على الساعة التاسعة مساءا ومباشرة بعد الخطاب انطلقت الاحتفالات و خرج الناس يعبرون عن فرحتهم بالدستور الجديد حاملين معهم صور الملك والاعلام الوطنية بالإضافة مجموعة من الفرق الفلكلورية و الطبالة و الغياطة تأييدا للدستور فخروج الشباب و النساء الى الشوارع ليعبروا عن فرحتهم بالدستور الجديد أمر طبيعي فهذا يذل أننا لانزال نكرس العادة القديمة كما ان تواجد عدسات الكاميرا للقنوات الوطنية في نفس المكان و في تلك اللحظة بذات لنقل احتفالات هؤلاء الى المشاهدين المغاربة بالدستور الجديد كذلك أمر طبيعي. كما أن حضور النساء من قرية و دوار بواسطة بيكوبات و شاحنات حاملين معهم (الطعارج) في نفس الشارع و مباشرة بعد الخطاب أتو من كل البقاع و بسرعة فاقت سرعة الضوء فهو أيضا أمر طبيعي. فبعد 3 أشهر من الترقب و تتبع لكل صغيرة و كبيرة حول الدستور عبر المواقع الالكترونية و الصحف لم أصل بعد الى الخلاصة التي وصل اليها هؤلاء في الشارع مباشرة بعد الخطاب فأنا الذي ليست طبيعي .