وقّع وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار الأسبوع المنصرم اتفاقية مع نظيره الفرنسي فانسيون بيون تنص في بعض من بنودها على إدخال نظام «الباكلوريا الدولية الفرنسية» إلى التعليم العمومي المغربي , بدعم تقني فرنسي، يتمثل في تكوين المدرسين وإعداد البرامج والمناهج، ستقدمه المراكز الثقافية الفرنسية المنتشرة في التراب الوطني، وعددها 11، بحكم خبرتها في هذا المجال، خاصة وأنها تُوفر لتلامذتها الاختيار بين شعبة «البكالوريا الفرنسية الدولية» وشعب أخرى. و قد تم تجريب جزء مما تم الاتفاق عليه في ثانويات نموذجية في كل من الدارالبيضاء ومراكش والجديدة وطنجة وأكادير، على أن تعمم التجربة على ما يقارب 90 نيابة بداية من الدخول المدرسي المقبل. و أبرزت صحيفة العلم التي أوردت الخبر ، أن الاتفاقية تضرب مبدأ تكافؤ الفرص في العمق، فهي ستخلق ثانويات للنخبة تُدرَّس فيها المواد العلمية باللغة الفرنسية، في حين تقدم باللغة العربية في المؤسسات الأخرى. و تابعت مصادر اليومية أن هذه الاتفاقية تمس بسيادة المغرب وتكرس تغلغل اللغة الفرنسية مقابل العربية، معتبرين في نفس الوقت أن الانفتاح على اللغات الحية مطلوب وضروري، شريطة أن لايمُس اللغة الرسمية ويساهم في تقهقرها، وأن يستفيد منه جميع المغاربة دون استثناء . و دعا بلمختار في مراسلة بعثها إلى مدراء الأكاديميات، تدعو إلى إحداث أقسام خاصة بالجذوع المشتركة العلمية والأدبية، على أساس أنها ستشكل ما يسمى ب «البكالوريا المغربية الدولية» في أفق المواسم الدراسية 2013/2014 و2014/2015 و2015/2016 . في حين أبدى فريق العدالة و التنمية بمجلس النواب توجسا من قرار الوزير بلمختار، الذي يُنظر إليه على أنه رجل فرانكفوني يدافع عن اللغة والثقافة الفرنسيتين، في الوقت الذي تساءل مسؤولو نواب الفريق، لماذا لا تكون هذه البكالوريا باللغة الإنجليزية التي هي لغة العلوم والتكنولوجيا في العالم اليوم. و قال يوسف غربي، أستاذ سابق بالبعثة الفرنسية وعضو مكتب الفريق في تصريح لجريدة "أخبار اليوم" أن الفصل الخامس من الدستور يتحدث عن اللغتين العربية ثم الأمازيغية بوصفهما لغتين رسميتين، لكنه يدعو إلى الانفتاح على اللغات الأكثر تداولا، وبحسب غربي، فإن لغة العلوم والصناعة اليوم هي اللغة الإنجليزية.