قدمت الجمعية المغربية لنقاد السينما، أمس الأربعاء بطنجة، العدد الأول من "المجلة المغربية للأبحاث السينمائية" المتخصصة في الفن السابع وثقافة الصورة بوجه عام. وقدم أعضاء إدارة تحرير المجلة هذا الإصدار، على هامش الدورة 15 للمهرجان الوطني للفيلم، بوصفه تدشينا لمشروع بحثي يروم بناء خزانة علمية متخصصة تلبي طلب الجامعيين والمهتمين بقضايا السينما الفكرية والجمالية والتقنية. وتعاقب على تقديم فكرة المجلة ورؤيتها ورهاناتها الثقافية الناقد خليل الدمون (رئيس الجمعية) وحمادي كيروم ومحمد اشويكة وعادل السمار، أمام نخبة من السينمائيين والمهتمين المغاربة، الذين ثمنوا مبادرة تملأ فراغا حقيقيا في مجال الكتابة والبحث العلمي الرصين في شؤون السينما. وشكل اللقاء مناسبة لتقييم العدد الأول من المجلة التي صدرت بدعم من وزارة الاتصال، شكلا ومضمونا، حيث اعتبر جل المتدخلين أن الحلة الفنية التي صدر بها العدد تفتقر إلى المقومات الجمالية المطلوبة في إصدار يتمحور حول حقل فني جمالي. وتباينت آراء المشاركين في اللقاء بين تأييد فكرة إصدار المجلة بوتيرة ثلاثة أعداد في السنة كما تقرر حاليا، من أجل استثمار الوقت الكافي لانجاز مواد معمقة تستوفي الشرط العلمي، وطرح ضرورة العمل على تحويل المجلة إلى شهرية، بما يسمح بمتابعة عن كثب لتطورات السينما المغربية وتراكم فيلموغرافيتها. وأكد أعضاء هيئة تحرير المجلة تطلعهم إلى تجاوز الاختلالات التي شابت تجربة مجلة "سينما" وعجلت بتوقفها فاسحين المجال أمام مساهمة الباحثين والجامعيين والمهتمين، خارج نطاق الجمعية. وسيتمحور العدد الثاني من المجلة حول السينما الوثائقية، على أن يطرح العدد الثالث علاقة السينما بالتلفزيون. يذكر أن ملف العدد الأول تضمن مساهمات خليل الدمون رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما بمقال تحت عنوان "سنة بعد المناظرة"، وعادل السمار "من رهان صناعة سينمائية وطنية إلى الرهان على صناعة إبداعية"، وعمر بلخمار عن "ظاهرة تكاثر المهرجانات ومحاولة تقنينها". وكتب حمادي كيروم عن "تصورات المخرج المغربي للواقع التخييلي"، ومحمد اشويكة " في معنى الممارسة السينمائية بالمغرب". واحتفى العدد بسينما المخرج العالمي أندري طاركوفسكي من خلال مجموعة مقالات عن "مفهوم الصورة السينمائية" عند هذا المخرج لحمادي كيروم، و"القيم التشكيلية في سينما طاركوفسكي" لبنيونس عميروش، و"التنظير للزمن السينمائي" لمحمد اشويكة، و"لعبة المرآة" لنور الدين محقق، و"الوعي في سينما طاركوفسكي" لحسن بنشليخة، و"القربان درس في السينما" لخليل الدمون. وفي الشق المكتوب بالفرنسية، ساهم في ملف الإنتاج السينمائي الوطني كل من سعد الشرايبي عن "الإنتاج الوطني بين الأمس واليوم"، وبوشتى فرقزايد عن "الإبداع والتلقي في السينما المغربية عام 2013"، وهشام العسري عن "توجه ما للسينما المغربية"، وعبد القادر لقطع عن "رهانات الإبداع والصناعة". وفي هذا العدد، يحاور حمادي كيروم المخرج المغربي أحمد المعنوني، ويكتب رشدي المنيرة في مقال بعنوان "بين السينما والأسطورة" عن فيلم "محاولة فاشلة لتعريف الحب" للمخرج حكيم بلعباس، ويوسف آيت همو عن فيلم "ماجد" لنسيم عباسي، وبوشتى فرقزايد عن "الإطار في السينما".