تعزز المشهد النقدي السينمائي الوطني بصدور العدد الأول من المجلة المغربية للأبحاث السينمائية، وهي دورية تصدرها الجمعية المغربية لنقاد السينما بدعم من وزارة الاتصال. وفي افتتاحية العدد، تقدم المجلة مشروعها بناء على ثلاث ركائز أساسية. تتمثل الأولى في اعتبار السينما أداة للتفكير والتأويل والإبداع في سياق استهلاكي للصورة لا مثيل له. ومن هنا تؤكد هيئة تحرير المجلة أن التركيز سيكون على الصورة الأخرى التي تسمح بالقراءات المختلفة وتطرح أسئلة استيطيقية وإبستيمولوجية في علاقة الناس بالصورة.
أما الركيزة الثانية للمشروع فتحيل إلى التعامل مع السينما كمجموعة أعمال/مراجع تحمل معها رسائل لا حصر لها في الزمان والمكان ومشاريع إبداعية ساهمت في تطوير الكتابة السينمائية، بينما تتمثل الثالثة في الاشتغال على ملفات سينمائية بدأتها المجلة بملف العدد الأول تحت عنوان "السينما المغربية، رهان الصناعة ورهان الإبداع".
وضم ملف العدد مساهمات خليل الدمون رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما بمقال تحت عنوان "سنة بعد المناظرة"، وعادل السمار "من رهان صناعة سينمائية وطنية إلى الرهان على صناعة إبداعية"، وعمر بلخمار عن "ظاهرة تكاثر المهرجانات ومحاولة تقنينها". وكتب حمادي كيروم عن "تصورات المخرج المغربي للواقع التخييلي"، ومحمد اشويكة " في معنى الممارسة السينمائية بالمغرب".
واحتفى العدد بسينما المخرج العالمي أندري طاركوفسكي من خلال مجموعة مقالات، عن "مفهوم الصورة السينمائية" عند هذا المخرج لحمادي كيروم، و"القيم التشكيلية في سينما طاركوفسكي" لبنيونس عميروش، و"التنظير للزمن السينمائي" لمحمد اشويكة، و"لعبة المرآة" لنور الدين محقق، و"الوعي في سينما طاركوفسكي" لحسن بنشليخة، و"القربان درس في السينما" لخليل الدمون.
وفي ركن القراءات الفيلمية، قدم مبارك حسني قراءة في فيلم "الوتر الخامس" لسلمى بركاش.
كما اشتمل العدد على نص لجان ميشيل فرودون بعنوان "ما الفائدة من النقد السينمائي¿"، ترجمه الناقد محمد اشويكة.
وفي الشق المكتوب بالفرنسية، ساهم في ملف الإنتاج السينمائي الوطني كل من سعد الشرايبي عن "الإنتاج الوطني بين الأمس واليوم"، وبوشتى فرقزايد عن "الإبداع والتلقي في السينما المغربية عام 2013"، وهشام العسري عن "توجه ما للسينما المغربية"، وعبد القادر لقطع عن "رهانات الإبداع والصناعة".
وفي هذا العدد، يحاور حمادي كيروم المخرج المغربي أحمد المعنوني، ويكتب رشدي المنيرة في مقال بعنوان "بين السينما والأسطورة" عن فيلم "محاولة فاشلة لتعريف الحب" للمخرج حكيم بلعباس، ويوسف آيت همو عن فيلم "ماجد" لنسيم عباسي، وبوشتى فرقزايد عن "الإطار في السينما".