مرة أخرى أحبتي الكرام، من خلال مختلف التعليقات التي تَرِدُ على حديث الثلاثاء، يتضح أن غالبيتكم منخرطون إما قَلْبا أو عمليا في الإصلاح...وإن كان البعض لا زال يقوم بدور النصح من خارج الدائرة، النصح للآخرين الذين عليهم القيام باللازم لأنهم مسؤولون ويتوفرون على الوسائل للقيام بالإصلاح. وهناك فئة قليلة تنتقد، وتظن أن لا إصلاح في الأفق...وتعتبر كل شيء سوداويا...لقد كنت دائما من الذين يعملون على تقديم ما بوسعهم –مهما قَلَّ ودون احتقاره- للمجتمع.... أتحدث كثيرا على أن نجاح فريق كرة القدم لا يكون بلاعب أو لاعبين (وإن كان ميسي أو رولاندو أو ريبري)، وإنما بروح الفريق أولا وبعمل جماعي ثانيا، ثم بالفرديات والخبرة الشخصية ثالثا. أكره الحديث عن نجاح شخص دون الإشارة إلى محيطه ومساعديه والعاملين معه...كيف لرئيس أو وزير أو أستاذ أو طبيب أن يُعْتَبَرَ ناجحا، إن لم يكن العاملون معه هم الذين أعدوا له طبق النجاح، ودوره هو أن يُوَجِّهَ ويُقَرِّرَ.... أُحِبُّ أن يشعر الجميع في بلدي أنهم معنيون بالإصلاح.... أُحِبُّ أن تكون هناك معارضة قوية تجعل الحكومة لا تُقْدِمُ على قرار إلا بعد مدارسته جيدا حتى لا تكشف المعارضة سوءاته، آنذاك يكون دور المعارضة في الإصلاح كدور الحكومة، لا فرق بينهما... أُحِبُّ أن تكون نقاباتنا العمالية ونقابات الباطرونا طرفان متوازيان على كفتي ميزان العملية الإنتاجية... إذا ارتفعت الأولى/الثانية أو انخفضت، ما يلبث أن يعود التوازن للميزان ...ويتقدم الاقتصاد. إن الإصلاح في بلدنا يحتاج للجميع ،يحتاج لكفتي الميزان، يحتاج لأغنيائه وفقرائه، يحتاج لمثقفيه وأمييه، يحتاج لنسائه ورجاله، يحتاج لشبابه وشيوخه، يحتاج لساكني الحاضرة وساكني البادية. لا أحد يمكن الاستغناء عنه في الإصلاح. لا أحد ليس لديه ما يقدمه للإصلاح. فَهَلُمَّ للعمل جميعا...وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "سَبَقَ الدرهم الدينار"، بمعنى أن من يقدم القليل (النسبي) لأنه لا يملك إلا ذلك... أسبق ممن يقدم الكثير (النسبي) قياسا للأول، إن كان هذا الكثير لا يمثل إلا جزءا صغيرا من كثير هو أكبر منه...