افتتحت مساء أمس الأربعاء في الدوحة فعاليات أسبوع الصناعة التقليدية المغربية، الذي يحتضنه الحي الثقافي ( كاترا) إلى غاية الخامس من يناير المقبل. وأشرفت السيدة فاطمة مروان وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني على افتتاح هذا المعرض ، المنظم بتعاون بين المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) و(دار الصانع ) التابعة لوزارة الصناعة التقليدية، بحضور عدد من المسؤولين القطريين من بينهم على الخصوص الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين ،وخالد السليطي المدير العام للحي الثقافي (كتارا) . وفي كلمة بالمناسبة ،أعربت السيدة فاطمة مروان عن شكرها وامتنانها للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) لاستضافتها أسبوع الحرف المغربية، مبرزة أن هذا الحدث الثقافي "سيشكل بالتأكيد محطة هامة يتعرف من خلالها الشعب القطري على كثير من الحرف المغربية بمختلف تعبيراتها وتجلياتها الفنية والثقافية". وأكدت أن تنظيم هذه التظاهرة يندرج في إطار الدعم المتواصل الذي توفره الوزارة الوصية للصناع التقليديين المغاربة من خلال التعريف بمنتوجاتهم المتميزة بالجودة العالية والشهرة العالمية في الأسواق الواعدة وخاصة في بلدان مجلس التعاون الخليجي. وفي هذا الصدد ، عبرت السيدة مروان عن تفاؤلها بمستقل التعاون القطري المغربي في مجال الحرف التقليدية ،مؤكدة أن مباحثاتها مع المسؤولين القطريين كانت جد مثمرة على اعتبار أنها توجت باتفاق مبدئي يصب في اتجاه تكريس التواجد المغربي في السوق القطرية من خلال الصناعة التقليدية. من جهته، أشاد الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني بالجودة العالية التي تميز منتوجات الصناعة التقليدية المغربية ، التي تتمتع بصيت عالمي، مشددا في هذا الصدد على ضرورة تنظيم المزيد من التظاهرات المماثلة لدورها في تعميق الروابط بين الشعبين القطري والمغربي. وبعد أن ثمن جهود المشرفين على هذه التظاهرة الثقافية ،أكد الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني أن منتوجات الصناعة التقليدية المغربية تبعث للعالم برسائل هامة تعكس الغنى الحضاري والمتنوع الذي يميز المملكة المغربية، مشيدا بتشبث المغاربة بتراثهم الإنساني وحرصهم على التعريف به في كل المحافل الدولية . بدوره أثنى السيد السليطي على رواق الحرف المغربية وما يتضمنه من خلفيات ثقافية وحضارية، قائلا " اخترنا أن يطلع جمهور (كتارا) من مواطنين ومقيمين من مختلف جنسيات العالم على أحد أوجه الثقافة المغربية وهي الحرف التي لا تمثل مجرد مصنوعات فحسب بل إنها تختزل في داخلها موروثا ثقافيا وحضاريا كبيرا''. وعبر عن ثقته بأن ما سيقدم خلال هذا الأسبوع من منتوجات غاية في الروعة سيلقى كل الإقبال من جمهور (كتارا) ، معربا عن أمله في أن يكون هذا الرواق بادرة لشركات ثقافية مع المملكة المغربية في المستقبل. وتشهد هذه التظاهرة الثقافية ، التي عرفت خلال يومها الأول توافد العديد من المواطنين القطريين ، علاوة على أفراد من الجالية المغربية المقيمة في الدوحة ، مشاركة ما يزيد عن 55 مشاركا من حرفيين إلى جانب فنانين في مجال الرسم والخط والغناء والفلكلور. ويسلط الرواق المغربي الضوء على الحرف المغربية الأصيلة وما تكتنزه من مهارة وإبداع، حيث يكشف براعة الحرفيين المغاربة، خاصة في مجال المعمار التقليدي، إضافة إلى روائع التحف الفخارية والنحاسية والحلي والأثاث. ففي مجال الحرف، يشارك 17 حرفيا تقليديا جاؤوا من مختلف أقاليم المغرب ليقدموا معروضاتهم التي تكشف ما يتمتع به المغرب من إرث حضاري عريق ومتنوع يتناسب مع خصوصيات كل جهةº وتشمل الأعمال الحرفية مجالات عدة منها الفخار والزربية والتطريز والخشب وصناعة الزيوت العطرية والملابس التقليدية والدمشقيات والخط المغربي والنقش بالحناء. كما يتضمن أسبوع الحرف المغربية فقرات غنية ستمكن الزوار من الاطلاع على العادات المغربية الأصيلة ومنها ما يتعلق بالعرس المغربي ،الذي إن توحد في أبرز أركانه إلا أن تفاصيله تختلف من جهة إلى أخرى لتظل متوارثة عبر الأجيال. وسيحظى القفطان المغربي بحيز هام في هذه التظاهرة الفنية، حيث سيتعرف الحضور على آخر ما وصلت إليه الموضة فيما يتعلق بهذا اللباس المغربي الأصيل موقعة بأنامل مصممين عالميين أثروا هذا اللباس بالكثير من التجديد والأناقةº ليكون متلائما مع روح العصر دون أن يفرط في هويته المغربية. وبالإضافة إلى ذلك، ستكون هذه التظاهرة فرصة قيمة يطلع من خلالها الجمهور على صورة مصغرة عما يعرفه جامع "الفنا" (الذي يعتبر أشهر ساحة في مدينة مراكش) من نوادر وطرائف مستمدة من التراث الشعبي المغربي، وذلك عند التقائهم فيما يعرف بالحلقة التي أسست لفن شعبي عريق اعتمد طويلا على الحكي وبراعة الإيماء والتشخيصº ليجمع بين الفكاهة والحكمة والفرجة. وعلاوة على ذلك، سيستمتع الحضور بالأهازيج الفلكلورية المغربية، حيث سيتعرف الزوار على فرقتين موسيقيتين هما كناوة والحضرة العرايشية، علاوة على فقرات من الطرب الشعبي. وتتوخى وزارة الصناعة التقليدية من خلال هذه التظاهرة الثقافية التعريف بالتراث والهوية المغربية واقتسام جزء من فن وإبداع الصانع التقليدي المغربي مع الحرفيين القطريين ، إذ إن من شأن التواصل بين البلدين في هذا المجال أن يعطي الانطلاقة لمشاريع كبرى وتعاون دائم في مجال الصناعات التقليدية.