كيف تحول الفايسبوك المغربي فجأة إلى زاوية يتردد فيها الدعاء المزلزل والوعيد والتكفير، الشيخ يهلل والمريدون يرددون فداك ديني ووطني.. ! فجأة انخرط الفايسبوكيون المغاربة ودون سابق إنذار في حملة دعوية قوية تستهدف نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة ! ماذا حدث؟ يحكى والله أعلم أن فريق بايرن ميونخ الألماني بعد فوزه بكأس العالم للأندية أقام حفلا لطاقمه الإداري والرياضي بالمناسبة. أين المشكل إذن؟ المشكل حسب هؤلاء الدعاة الجدد هو أن هذا الحفل الفاجر الذي أقيم بمدينة مراكش عاصمة دولة يوسف بن تاشفين والمهدي بن تومرت تضمن رقصا شرقيا ومشروبات كحولية ! يا إلهي؟ متى أصبحنا في المغرب نهان بهذه الطريقة وأصبح بلدنا تنتهك سيادته هكذا بالكحول والراقصات؟ كيف سمح المنظمون والسلطات بهذا الاحتفال اللعين؟ كيف تقام مثل هذه الاحتفالات الفاسقة في بلد كالمغرب؟ بلد المؤمنين والفضلاء. غير معقول أبدا، لا يمكن تصديق مثل هذه التخاريف. بلدنا لا يعرف مثل هذه الممارسات، بلدنا الفاضل لا تدخله الراقصات ولا توجد به قنينة خمر واحدة. إنها مجرد إشاعة وغالبا أطلقها المشوشون. حكومتنا الإسلامية لا يمكن أبدا أن تسمح بوجود الراقصات في المغرب. لا يمكن أن ترخص لصناعة الكحوليات. مجرد هراء لا غير. بلدنا لا يوجد به زنيبر ولا تصنع فيه الماحيا ولا يزرع فيه الكيف ولا يضم علب ليلية ولا مشروبات كحولية في متاجره الممتازة. كل ذلك إشاعات وأخبار مغرضة الهدف منها تشويه صورة المغرب في الخارج. الراقصات لا يراهن المغاربة إلا في قنوات العار الشرقية. والخمر لا وجود له إلا في الأفلام الغربية الكافرة. وإذا ثبت أن كان ذلك صحيحا فأنا متيقن أن بعثة الفريق الألماني هي التي استقدمت الخمر والراقصات. إنه تحالف جوارديولا وريبيري. وهذه مؤامرة كبرى ضد المغرب. فليرفع ضدهم الأخ بنكيران دعوة في لاهاي. نحن فضلاء لا ندخن ولا نشرب الكحوليات ولا نرقص في الملاهي ولا في المناسبات. لذلك يحق لنا جميعا أن نحتج أمام البرلمان ونطالب بتدخل الناتو. ألا يحق إذن للمغاربة أن يحتجوا على وجود الخمر والراقصات في حفلة البايرن.؟