تكتسي المواسم والمهرجانات الثقافية على مستوى إقليمخريبكة أهمية كبرى في تحريك عجلة التنمية، وذلك من خلال مساهمتها في خلق حركية اقتصادية بالمنطقة، وإنعاش رواج تجاري للأنشطة المدرة للدخل. وتتوخى الجهات المنظمة من هذه التظاهرات الثقافية والسياحية والاقتصادية خلق دينامية سياحية واقتصادية للمنطقة التي تشتهر بمواسم تحتضنها مختلف الجماعات القروية ومدن الإقليم، ولها ارتباط بطقوس وعادات فلاحية تبدأ من انطلاق الموسم الفلاحي وتنتهي بموسم الحصاد. ولعل تنظيم المواسم، وبشكل منتظم وسنوي، جعلت من هذه التظاهرات الثقافية رافعة أساسية لتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية لإسهامها في الترويج لبعض الصناعات والحرف التقليدية المحلية، فضلا عن خلق أنشطة مدرة للدخل، وإنعاش الحركة السياحية الداخلية التي تجذب السياح والزوار مما يساهم في تنمية هذه المناطق. واستطاعت بعض المهرجانات التي تنظم بمدينة خريبكة، من قبيل "مهرجان السينما الإفريقية" و"المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي" اللذين تجاوز إشعاعهما الحدود الوطنية من خلال مشاركة ممثلين ومخرجين من بلدان أجنبية، وما تخلقه من رواج تجاري وسياحي، أن تجعل من المدينة في مصاف المدن النشيطة. كما تنفرد المدينة بتنظيمها للمهرجان الوطني لعبيدات الرما، الذي يعرف مشاركة فرق تهتم بهذا الموروث الثقافي من مختلف المناطق المغربية، ما مكن الجهات المشرفة على تنظيمه من المزج والربط بين ما هو ثقافي وسياحي وبين ما هو اقتصادي باعتبار أن هذا النوع من المهرجانات يتيح فرصا لتحريك قاطرة النمو الاقتصادي المحلي. ونظرا للدور الذي أصبحت تضطلع به هذه المهرجانات في التنمية الاقتصادية والسياحية، فقد سبق لوزير السياحة السيد لحسن حداد أن أكد، بمناسبة زيارة قام بها لإحدى المواسم بأبي الجعد، أن هذه الأخيرة تشكل رافعة من رافعات التنمية السوسيو-اقتصادية، وإحدى الركائز الأساسية المعتمدة في إطار إستراتيجية 2020، وأن الوزارة، فضلا عن مواكبتها لمثل هذه التظاهرات، تعتزم تعزيز وتطوير منتوج خاص بسياحة المواسم والمهرجانات كمقوم اقتصادي أساسي بالمنطقة بسبب إسهامه في الترويج لبعض الصناعات التقليدية. وحسب السيد حداد فإن هناك قانونا في طور الإنجاز? يرتقب من خلاله تحديد مجموعة من المواصفات التي يمكن اعتمادها لتأهيل دور الساكنة القروية حتى يتسنى لها المساهمة في الحركية السياحية? بما سيساعد على تطوير فرص الشغل وعدم الاقتصار على النشاط الفلاحي كمورد أساسي للساكنة المحلية. كما يتميز إقليمخريبكة بتنظيمه لمجموعة من المواسم الدينية كالموسم الديني السنوي للولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي الذي تحتضنه مدينة أبي الجعد وما يقام على هامشه من معارض لمنتجات الصناعة التقليدية وأخرى للفلاحة والفنون التشكيلية والتي تستقطب زوارا قادمين من مختلف المناطق وخاصة المدن المجاورة مما ينعكس بشكل ايجابي في انتعاش سياحة محلية والترويج وتسويق لبعض المنتجات المحلية. وتحتضن المدينة فعاليات مهرجان أبي الجعد للسماع الصوفي الذي يهدف بالإضافة إلى إبراز المقومات التراثية والحضارية للزاوية الشرقاوية، إلى خلق سياحة صوفية بمدينة أبي الجعد من خلال مشاركة مجموعات في فن السماع والمديح من مختلف مناطق المملكة مما دفع بالمنظمين إلى التفكير في استشراف برنامج مكثف ومتنوع للدورات المقبلة للمهرجان من أجل تحقيق إشعاع متواصل لهذا الموسم. ومن بين المواسم الدينية السنوية كذلك الموسم الديني للولي الصالح سيدي محمد لبصير الذي تحتضنه الجماعة القروية المعادنة (وادي زم) الذي يستقطب عددا كبيرا من حفظة القرآن من جميع أنحاء المغرب لإحياء سنة الأجداد في الاعتناء بكتاب الله حفظا ومدارسة. جدير بالذكر أنه تم، في إطار البرنامج-العقد الجهوي للتنمية السياحية لجهة الشاوية ورديغة، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة ثمانية ملايير و902 مليون درهم لإحداث 92 من المشاريع المهيكلة، تخصيص نسبة 8 في المائة لسياحة الموروث الثقافي للمنطقة.