تم أول أمس بالرباط التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ووزارة الشباب والرياضة وجمعية بيت الحكمة من أجل الإدماج الدراسي للأطفال نزلاء مراكز حماية الطفولة. وتهدف هذه الاتفاقية التي وقعتها كل من السيدة لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي والسيد الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة والسيدة خديجة الرويسي رئيسة جمعية بيت الحكمة، إلى تعزيز التعاون بين الأطراف لدعم وتقوية قدرات مراكز حماية الطفولة، وتحسين عملية تعليم النزلاء وإعادة إدماجهم دراسيا. كما تهدف إلى تطوير البرامج التعليمية والتربوية والرياضية التي من شأنها أن تساهم في تيسير عملية إعادة الإدماج، وتوفير الدعم السيكولوجي للنزلاء وتأهيل الأطر العاملة بمراكز حماية الطفولة. وأكدت السيدة لطيفة العبيدة في كلمة لها بالمناسبة، أن مسألة حماية الطفولة تندرج ضمن تصور شامل لحقوق الطفل والارتقاء بأوضاعه وإعداده لمستقبل أفضل من خلال تنشئته على قيم وطنية ودينية وإنسانية. وقالت إن وزارة التربية الوطنية باعتبارها المحتضن الثاني للأطفال بعد الأسر، لم يفتها أن تبلور عدة برامج ومشاريع في إطار تصور تربوي شمولي يستهدف حماية الأطفال من كل أشكال الانحراف وتأمينهم الجماعي بتعزيز سبل الاندماج. وذكرت السيدة لطيفة العبيدة بالتعاون البناء مع المرصد الوطني لحقوق الطفل في إسماع صوت الطفل وبلورة إرادته في مختلف المحافل، وخاصة عند انعقاد الدورات الوطنية والجهوية لبرلمان الطفل، وفي حملات التثقيف الصحي عبر آلية التثقيف بالنظير ومحاربة التدخين والمخدرات من خلال برنامج "إعداديات ثانويات، ومقاولات بدون تدخين". وجددت السيدة كاتبة الدولة الانخراط الكلي للوزارة في ورش تعزيز التماسك الاجتماعي من أجل بناء خطة وقائية تمكن الأطفال الجانحين بمراكز حماية الطفولة من كل شروط الرعاية والحماية لتيسير سبل إدماجها في النسيج الاجتماعي الوطني. وبموجب هذه الاتفاقية تلتزم وزارة التربية الوطنية بالإشراف البيداغوجي على برامج التربية النظامية وغير النظامية لنزلاء ونزيلات هذه المراكز، والعمل على إدراج الأقسام والبرامج الدراسية للنزلاء والنزيلات ضمن الخريطة المدرسية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين التي تنتمي إليها هذه المراكز.
وتلتزم الوزارة أيضا بإعادة تسجيل النزلاء المتمدرسين بالمؤسسات التعليمية بعد انتهاء مدة التدبير، وتوفير الأطر التربوية لتأطير الأقسام. ومن جهتها تلتزم وزارة الشباب والرياضة بتهيئة الفضاءات الملائمة للأنشطة التعليمية والتربوية وتجهيزها بالتجهيزات الضرورية، وباتخاذ الإجراءات الكفيلة بإدماج النزلاء المنقطعين عن الدراسة بالمؤسسات التعليمية المحيطة بالمراكز. كما تتعهد بتوفير الخدمات والإمكانيات المادية لتمكين النزلاء من مسايرة برامج التعليم النظامي والتربية غير النظامية. وتلتزم جمعية بيت الحكمة بالمساهمة في تمكين المدرسين من تكوين بيداغوجي متخصص يؤهلهم للتعامل مع صعوبات الأحداث، وتوفير الدعم المدرسي للنزلاء. بالإضافة إلى إدماج النزلاء الذين يرفع عنهم تدبير الحماية في المدارس أو مؤسسات التكوين أو سوق الشغل. حضر حفل توقيع الاتفاقية السيد سفير إسبانيا بالمغرب وممثلو الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيسيف و جمعيتا Save the Children و Amane /Acting for life .