تعتزم شركة هولندية ارسال رواد فضاء هواة في رحلة بلا عودة إلى المريخ. واتفقت الشركة مع شركتين كبيرتين، أميركية وبريطانية، للعمل على إطلاق مركبة غير مأهولة أولًا إلى الكوكب الأحمر. تخطط شركة "مارس وان" الهولندية لإطلاق مركبة غير مأهولة بحلول العام 2018، لتمهيد الطريق لرواد فضاء متطوعين باختبار التكنولوجيا التي سيحتاجونها إذا وصلوا إلى المريخ سالمين، لإقامة اول مستوطنة بشرية في الفضاء الخارجي.
وأبدت شركة لوكهيد مارتن للصناعات الجوية الفضائية، التي تعاونت مع وكالة الفضاء الاميركية – ناسا في اطلاق العديد من المركبات، استعدادها لإطلاق مركبة مماثلة للمسبار "فينكس"، الذي اطلقته ناسا وهبط على سطح المريخ في العام 2008. وستُطلق المركبة مع قمر اصطناعي للاتصالات يوضع في مدار حول المريخ، حيث سيوفر وسيلة لارسال أفلام فيديو ومعلومات من سطح المريخ إلى الأرض.
كما وقعت الشركة الهولندية عقدًا مع شركة سري ساتيلايتس البريطانية للعمل على بناء قمر الاتصالات.
مستوطنات دائمة
إذا نُفذت الخطة كما هو مرسوم لها، فإنها ستكون أول رحلة ممولة من القطاع الخاص لاستكشاف كوكب آخر. وقال ايد سيديفي، كبير مهندسي لوكهيد مارتن ومدير رحلة المسبار فينكس الذي اطلقته ناسا: "المشروع يمثل فجر حقبة جديدة في استكشاف الفضاء".
وأعلن باس لانسدورب، المدير التنفيذي لشركة "مارس وان" في واشنطن، أن المركبة غير المأهولة التي ستُطلق في العام 2018 هي الخطوة الأولى في خطة الشركة لاقامة مستوطنة دائمة على المريخ.
وقال لانسدورب إن رحلة المركبة المأهولة إلى المريخ لا تكلف إلا 6 مليارات دولار، لكن صحيفة غارديان البريطانية نقلت عن الخبير في قانون الفضاء مايكل ليسنر أن التكاليف الاجمالية أقرب إلى تريليون دولار. ويتعين تغطية التكاليف من متبرعين وممولين، ومن حقوق البث إذ تريد الشركة الهولندية أن تحول السفر في الفضاء وخطر الهلاك خلال الرحلة إلى المريخ إلى برنامج تلفزيوني واقعي، يتابع رواد الفضاء خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.
لا عودة
إذا تكللت الرحلة المأهولة الأولى بالنجاح، تخطط الشركة الهولندية لارسال أطقم أخرى، مرة كل عامين. ولا يتوقع أحد من افراد هذه الأطقم أن يعود إلى الأرض، بل سيبقون على المريخ بوصفهم سكان أول مستوطنة فضائية. وقال لانسدورب إن شركته تلقت أكثر من 200 ألف طلب من متطوعين يريدون أن يكونوا أول المحلقين إلى المريخ. ويكلف الطلب الواحد 75 دولارًا ومن يتقدمون إلى المرحلة الثانية من التقييم سيُبلغون بالخطوة التالية في نهاية العام.
وستختبر المركبة غير المأهولة كاميرات الفيديو وتصور افلامًا على مدار الساعة، فيما ستُجرى تجربة على متنها لإنتاج الماء على سطح المريخ. وتختبر تجربة أخرى لعمل الألواح الخفيفة لتوليد الطاقة الشمسية. وتعتزم الشركة الهولندية تنظيم مسابقات مع مدارس وجامعات للفوز بحيز على متن المركبة من اجل إجراء تجارب أو نقل مواد إلى المريخ، مثل إيصال رسائل يقرأها أفراد الأطقم الذين سيرحلون لاستيطان المريخ في المستقبل. وتأمل شركة مارس وان بأن تسهم مثل هذه الفعاليات في تمويل المشروع.
مخاطر عالية
ستكون الرحلة المأهولة إلى المريخ محفوفة بالمخاطر. فإن مستويات الإشعاع ستكون عالية خلال الرحلة وعلى سطح الكوكب الأحمر. وإن ضعف مجال الجاذبية على المريخ سيتطلب عملية تكيف جذرية معه والذين يبقون على الكوكب سيفقدون الكثير من العظام والعضلات بحيث لن يتمكنوا من العودة إلى الأرض سالمين.
كما أن التأثير النفسي يمكن أن يكون عميقًا. فحتى رواد فضاء متمرسون واجهوا مشاكل في صحتهم العقلية وعدم النوم والتوتر النفسي بعد بقائهم معزولين خلال تجارب على سطح الأرض لاختبار قدرتهم على التحمل.
لكن رئيس شركة مارس وان التنفيذي قال: "نحن نقترب من وجهتنا، سيكون الطريق صعبًا ووعرًا، لكنني واثق من أننا سننجح بكثير من مساعدة الآخرين في انحاء العالم".