" بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون"، "ناضل يا فوسفاطي ناضل من أجل الصحة ناضل" بهذه الشعارات انطلقت الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها من خلال بيان مشترك يوم الأربعاء 20 نونبر 2013 أمام الإدارة الفوسفاطية المحلية، كلّ من النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط والنقابة الديموقراطية للفوسفاطيين والجامعة الوطنية لقطاع الفوسفاط، احتجاجا على ما أسماه البيان بالتراجعات التي تضرب في العمق حقوق ومكتسبات الشغيلة الفوسفاطية في مجال التغطية الصحية.وعرفت هذه المحطة النضالية التاريخية على حدّ توصيف أحد المسؤولين النقابيين، حضورا مكثفا من العمال الحاليين والمتقاعدين قدّرته اللجنة المنظمة بالمئات، كما شهدت الوقفة تعزيزات رمزية لبعض الفاعلين النقابيين من مدينة أسفي وبن جرير جاءوا في إطار دعم إخوانهم المحتجين في قضيتهم المصيرية المشتركة المتمثلة في التغطية الصحية.
وغير بعيد عن حلقية الوقفة أوضح الكاتب المحلي للجامعة الوطنية لقطاع الفوسفاط أن هذا الاحتجاج جاء نتيجة تفويت التغطية الصحية لشركة سينيا السعادة دون الرجوع للتمثيلية النقابية الشيء الذي أفرز نوعا من الارتجالية في تدبير الملف نجم عنه انتكاسة على مستوى بعض المكتسبات تتمثل -حسب ذات المتحدث- في أساليب تعجيزية وتعقيدات إجرائية في مساطر التعويض.
وفي تساؤل حول توقيت هذا التصعيد الاحتجاجي الذي يأتي قُبيل انعقاد اللجنة النقابية المشتركة ولجنة المفاوضات الجماعية هل هو إجراء استباقي أم له سياقات أخرى، أفاد الكاتب المحلي للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط أن الوقفة الاحتجاجية انبثقت عن تصور إجرائي واستراتيجي وفق برنامج تنسيقي مع مختلف الفرقاء، وأضاف الفاعل النقابي أن هذا الاحتجاج النضالي المشترك يروم تدعيم لقاء اللجنة النقابية المشتركة قصد بلورة مواقف جديدة للتصدي للوبيات الفساد والمسترزقين من هذا الملف.
من جهته أكّد الكاتب المحلي لنقابة الديموقراطية للفوسفاطيين أن الفعل النضالي سينحو حتما اتجاه تصعيد احتجاجي في صيغة إضراب، إن لم تلتقط الإدارة هذه الإشارات غير المشفرة بإرادة فعلية ومسؤولة، واسترسل المسؤول النقابي موضحا أن ملف التغطية الصحية هو عنوان راهني لتصعيد مرحلي ستؤثثه الإطارات الفاعلة في الساحة النقابية،كما أنه غير قابل للنقاش والمناورة يعلّق الفاعل الفيدرالي.
وفي سياق متصل أبرز أحد المتقاعدين الفوسفاطيين معاناة هذه الشريحة الفوسفاطية التي ضحّت بصحتها من أجل الإنتاج واستمرارية الشركة لكن –يضيف المتحدث- دون اعتراف الإدارة ولو بالقليل ممّا تمّ بذله خصوصا بعد عملية التفويت للشركة السيئة الذكر، ولعل التعقيدات في المساطر والمراقبة الافتحاصية في مدن خارج اليوسفية زادت من معاناتنا وضاعفت من أمراضنا يعلّق المتقاعد الفوسفاطي في صراخ مدوّ قد يصل وقد لا يصل إلى الجهات المعنية.