تشكل البيانات الحديثة المتعلقة بأعمار الأطفال الذين يستخدمون الكومبيوتر مفاجأة لجيل الأمهات والآباء، فقد وجدت دراسة أميركية حديثة أجراها "ديجيتال ميديا سنتر" أن 21 بالمائة من الأطفال يستخدمون الكومبيوتر في عمر عامين! وأن 58 منهم يستخدمونه في سن 3 إلى 4 أعوام، وأن 77 بالمائة منهم يستخدمون الكومبيوتر بين عمر 5 و6 أعوام. تعني هذه البيانات أن استخدام الأطفال للكومبيوتر أصبح ثقيلاً مع بلوغ سن المدرسة (6 أعوام). وعلى الرغم من وجود فوائد لهذا الاستخدام توجد أيضاً أضرار تؤثر على صحة الطفل، لذلك يحتاج الآباء إلى وجود ضوابط ليحقق الطفل أقصى فائدة من استخدام هذا الجهاز الحيوي بأقل قدر ممكن من الآثار الجانبية. وقد وجدت دراسة أخرى شارك فيها 122 طفلاً في عمر ما قبل المدرسة أن تلقيهم للتعليم عن طريق الكومبيوتر قد زاد من قدراتهم الأكاديمية خاصة ما يتعلق بمهارات الحساب، والتفكير النقدي، ومهارة حل المشكلات، وأيضاً اللغة. لكن الأطفال الذين يستخدمون الكومبيوتر لفترات طويلة يعرضون أنفسهم للإصابة بمتلازمة رؤية الكومبيوتر، وهي متلازمة تصيب أيضاً الكبار وليس الأطفال وحدهم. متلازمة رؤية الكومبيوتر عبارة عن سلسلة من المشاكل المرتبطة بالعين، تصفها الجمعية الأميركية للبصر بأنها: إجهاد للعين، وشعور بحرقة في العين، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها خلال النظر إلى الشاشة. يعتبر الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بأعراض هذه المتلازمة، لأن تفادي هذه المتلازمة يتطلب مهارات حركية من العيون لا يستطيع الأطفال تلبيتها مثل الكبار، وتحدث المتلازمة للكبار الذين يعانون من مشاكل في الرؤية. يتطلب تفادي متلازمة رؤية الكومبيوتر حصول الطفل على فواصل ينقطع فيها عن النظر إلى الشاشة كل 20 دقيقة، وضبط المسافة بين عين الطفل والشاشة بحيث لا تقل عن 45 سم. من المفيد للأطفال أن يعملوا على جهاز كومبيوتر واحد، حيث يساعد تقاسم الجهاز مع الزملاء أو الإخوة على تنمية قدرة الطفل على التعاون مع الآخرين، وتدريب الطفل على التواصل الاجتماعي المباشر، وعدم الاستغراق في التواصل عبر الكومبيوتر فقط، إضافة إلى أنه يساعد الطفل على أخذ فواصل من الراحة بدلاً من النظر إلى الشاشة باستمرار. من ناحية أخر يعوق استخدام الكومبيوتر لفترات الطويلة عملية النمو البدني التي يحتاجها الطفل، لذلك لابد من تشجيع الطفل على اخذ فترات راحة متكررة، وحتى ممارسة بعض التمارين أو القفز خلال تلك الفواصل، وتقييد استخدام الطفل للكومبيوتر بما لا يتجاوز ساعتين يومياً.