إن المتتبع لملف الصحراء المغربية,في هده الأيام الأخيرة يستغرب للحملة المغرضة التي يشنها,أعداء الوحدة الترابية المغربية من الداخل ومن الخارج,فالجولة التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة, كريستوفر روس ,عرت تماما وبشكل واضح غياب الدبلوماسية الاجتماعية المغربية ,أو بعبارة أخرى سبات المجتمع المدني المغربي. لا يخفى على الجميع أن الشعب المغربي تسري في دمه روح المواطنة , والتشبث بالأرض ,والدود عنها ,ولن يدخر المغاربة قطرة دم في سبيل الدفاع عن حبة رمل صحراوية مغربية ,بيد أن ما يحاك الان ضد المملكة المغربية,يستدعي النهوض والانتقال من دور المدافع الى دور المهاجم كما أكد على دلك جلالة الملك في خطابه الأخير أمام البرلمان. إن الروح الوطنية تستوجب من الجمعيات المدنية المواطنة والمنظمات الانسانية والحقوقية,التحرك في إطار الدبلوماسية الموازية ,لرفض جميع أنواع الاستغلال الإعلامي ضد الوحدة الترابية ,بدل الاحتجاج في الشارع العام تضامنا مع مراهقي القبلات ,والوقوف أمام انفصاليي الداخل ,والمطالبة بمحاكمتهم في إطار قانون الإرهاب,وإنزال عليهم أقصى العقوبات لأنهم يهددون السلم الإجتماعي المغربي,ويدعون لأعمال تخريبية ,ويصرحون جهارا بمعاداتهم للوحدة الوطنية,وتحديهم للقانون المغربي,تبجحا بمنظمات دولية لحماية حقوق الإنسان ,وشعارات زائفة,كحرية التعبير,والتظاهر,التي تتناقض مع روح الدستور ,ومع جميع القوانين المغربية,باعتبار الوحدة الترابية الوطنية من مقدسات الأمة. إن الأحزاب السياسية المغربية ,ومن خلال أنشطتها, أصبحت اليوم مدعوة للتحرك ضمن خارطة طريق,تنزيل الدستور المغربي وتطبيقه,على أرض الواقع,ووضع الخلافات جانبا,وتجنب المسيرات والتظاهرات ضد الفرقاء الاخرين,واستحضار اللحمة الوطنية,والمطالبة بمحاكمة كل من يمس بالوحدة الترابية,والضرب بيد من حديد,ضد جميع من سولت له نفسه ,التلاعب واستصغار المساس بالوحدة الترابية المغربية .
إن التساهل مع ما يسمى بانفصاليي الداخل ,والتعامل معهم بسياسة إن الوطن غفور رحيم ,شجعهم على التظاهر علانية ,والتبجح اعلاميا بفكرة الانفصال ودلك داخل الأراضي المغربية,وملاقاتهم المبعوث الأممي بكل سهولة,ودلك بعلم السلطات المغربية,معطى لا يمكن إلا ان يكون ضد الوحدة المغربية,بدل تقديمهم للعدالة ,والقضاء المغربي بتهم التحريض على العنف ,وخيانة الوطن,وإنزال عليهم أشد العقوبات.