أكد وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، اليوم الاثنين في ليبروفيل، أن القطاع الفلاحي هو أحد الأعمدة الرئيسية للتعاون بين المغرب والغابون. وذكر السيد أخنوش، لدى استعراضه التجربة المغربية في المجال الفلاحي من خلال مخطط "المغرب الأخضر"، في افتتاح الدورة الأولى للمعرض الفلاحي الدولي للعاصمة الغابونية، والذي يشارك المغرب فيها كضيف شرف، بمتانة العلاقات بين البلدين، مضيفا أن هذه العلاقات تجد مصدرها في أواصر الصداقة القوية بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس علي بونغو أوديمبا. وقال الوزير، خلال هذا اللقاء الذي حضره وفد مغربي كبير من المنعشين والمسؤولين عن القطاع الفلاحي، "إن هذا القطاع يشكل اليوم أحد الأعمدة الرئيسية لهذا التعاون المتين بين البلدين، وذلك بفضل إرادة والتزام مشتركين بتأهيل القطاع"، مبرزا أن تعزيز العلاقات الاقتصادية، لاسيما في القطاع الفلاحي، يشكل بالفعل تقدما كبيرا في التعاون جنوب -جنوب في قارة يمثل فيها الأمن الغذائي رهانا أساسيا. من جهة أخرى، ذكر السيد أخنوش بأن مخطط "المغرب الأخضر" وضع أسس نظام زراعي جديد في المغرب. وفي ظرف خمس سنوات، أتاحت هذه الاستراتيجية تجاوز عدة مراحل، وأنه بالنسبة لمرحلة 2008 -2012 تحسنت المساحة الزراعية المنتجة في المغرب بنسبة 11 في المائة، لترتفع إلى حوالي 8 مليون هكتار، فيما قفز الإنتاج الزراعي بأكثر من 45 في المائة ليراكم مجموعا يزيد على 42 مليون طن في جميع المنتجات. وأضاف أن التجربة المغربية تشكل وسيلة لتعزيز التعاون بين البلدين من خلال تقاسم الخبرة. وأكد الوزير الأول الغابوني، السيد رايمون ندونغ سيما، من جانبه، أنه يتعين القيام بعدة جهود من أجل التحرر من ارتباط قوي بالاستيراد، الذي يعود أساسا إلى ضعف القطاع الفلاحي، مشيرا إلى أن غلاء المعيشة يظل منطقيا النتيجة التي لا مفر منها لهذه الوضعية. وقال رئيس الحكومة الغابونية "إن هذا يتم في وقت تتوفر فيه فلاحتنا على جميع المزايا التي ترشحها لتأمين اكتفاء ذاتي غذائي بل والتفكير في التصدير"، مبرزا الضرورة القصوى لوضع حد لهذه المفارقة. من جهته، أكد وزير الفلاحة والصيد وتربية المواشي والتنمية القروية الغابوني، السيد جوليان نكوغي بيكالي، أن الحكومة تطمح إلى أن تعيد إعطاء القطاع الفلاحي المكانة التي يستحقها، مع الاستلهام بالخصوص من نجاح التجربة المغربية في هذا المجال. وقال إن القطاع الفلاحي في الغابون هو ورش في طور التحول، ما من شأنه أن يجعل منه في الوقت ذاته فاعلا وقاطرة للتنمية الاجتماعية - الاقتصادية والترابية، مشيرا إلى الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، ولاسيما منها وضع برنامج وطني للاستثمار الفلاحي والأمن الغذائي، وكذا الاستراتيجية الوطنية لتفعيل مخطط الغابون الأخضر، وهو أحد أعمدة المخطط الاستراتيجي للغابون الصاعد. وأضاف الوزير الغابوني أن الفلاحة، التي كانت قطاعا لا غنى عنه في الاقتصاد الوطني بمساهمة 32 في المائة من الدخل الفردي الخام قبل ثلاثين سنة، فقدت كثيرا من إشعاعها، فلم تعد تمثل إلا 2 في المائة من الدخل الفردي الخام. ويندرج المعرض الفلاحي الدولي الأول في الغابون، الذي سيتواصل إلى غاية 27 أكتوبر الجاري، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتغذية واليوم الوطني للفلاحة. ويضم مائة من العارضين الذين يمثلون عشرة بلدان إفريقية. ويتضمن برنامج المعرض الجلسات الوطنية الأولى للفلاحة، بحضور خبراء وجامعيين وتقنيين سينكبون على التفكير جماعيا حول تجسيد نموذج غابوني جديد في مجال الفلاحة. وسيناقشون، بهذه المناسبة، الوسائل والسبل التي من شأنها إخراج القطاع الفلاحي من وضعيته الحالية التي تعرف مشاكل متعددة، خاصة منها إنتاج فلاحي ضعيف، وصناعة فلاحية ضعيفة التطور، وقطيع مواشي غير كاف.