إن مما يضحك الثكلى و يبكي العروس، أن تجد الناس مثلا يشاهدون شيئا باديا للعيان في صورة ما، و يجمعوا على ذلك، ثم يأتي احدهم فيحدثهم بخلاف ما شاهدوه و رأوه !!فاقل ما يقال له انه مجنون و أحمق لا يأبه له، و هذا للأسف حال صاحبنا؛ فحين نجده يصور حزب الله بصورة المخلص المنقذ، و المحرر للقدس و الأراضي، بصورة توحي أن صاحبنا إما انه مخدوع ،و اشتبهت عليه الأمور، أو مأجور يتعمد الكذب على غرار قاعدة: «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، و هذا هو الذي يبدوا راجحا لما سبق و ما يأتي أكثر. يقول في مقاله المشار إليه: "کيف سيکون موقفکم غدا يا جناب الأخ العزيز لو أن حزب "اللات" انتصر علي الصهاينة و"عريبات" ، ودخل القدس الشريف يجوس خلال الديار، تدعو له ملائکة الأرض والسماء ؟.
أغرکم أن حزب الله وشيعة إيران لايضربون عدوهم ضرب الأعمى أي خبط عشواء، ولا يتهورون تهور غيرهم من أدعياء الجهاد؟ أنسيتم أن المرابطة تسبق المناجزة؟ أغاب ذلک عنکم أم أن عين السخط تبدي المساويا؟. "
أقول يا فضيلة المستبصر؛ لم يعد هذا الخطاب مجديا في هذه الآونة، فقد اتضح و انفضح كل شيء و سقط القناع عن محور الممانعة و المقاومة و الشعارات الجوفاء و الأسماء الكاذبة و المتاجرة الوهمية بورقة القدس و فلسطين ،أما زالت أسطورة تحرير القدس و ضرب الأعداء مخيلة في عقولكم؟؟!!
و لا باس أن اكشف بعض الحقائق المغيبة على الكثير من أتباع المذهب الشيعي؛ و هي ان الشيعة لا تعتقد بوجود المسجد الأقصى الذي بفلسطين؛ و إليك الأدلة الدامغة في ذلك:
- جاء في كتاب "المسجد الأقصى أين" لعلامة الشيعة جعفر مرتضى العاملي ما يلي: «لقد تبين لنا عدة حقائق بخصوص المسجد الأقصى و الذي يحسم الأمر انه ليس الذي بفلسطين» كما خلص فيه إلى أن المسجد الأقصى مسجد في السماء، و ليس كما يعتقد عامة المسلمين بأنه مسجد القدس.
- و في كتابه "الصحيح من سيرة النبي الأعظم" زعم العاملي كذلك: «انه حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلا فضلا عن أن يسمى أقصى» و أن «المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه و الذي بارك الله حوله هو في السماء» و العجيب انه نال على هذا جائزة إيران للكتاب بدل أن ينكر عليه هذه التأويلات الباطلة و التشكيك في مكانة المسجد الأقصى ،و قد كرمه الرئيس الإيراني السابق احمدي نجاد نفسه!!.
- كما جاء في "تفسير الصافي" للفيض الكاشاني ،و "تفسير نور الثقلين" للحويزي ،و "تفسير العياشي"، و تفسير البحراني المسمى "البرهان في تفسير القران"، و "بيان السعادة في مقامات العبادة" للجنابذي، على أن المسجد الأقصى ليس الذي بفلسطين!! و إنما هو في البيت المعمور الموجود في السماء!!.
- و أوردت مجموعة من المراجع المعتمدة لدى الشيعة موقع الأقصى الذي تنفي وجوده على الأرض و تثبته في السماء؛ ك:"بحار الأنوار" للمجلسي 97\405 ،و "منتهى الآمال" لعباس القمي 70، و "كامل الزيارات" لابن قولوبه،80 و "الكافي" للكليني 1\481 ،و "علل الشرائع" لابن بابويه القمي1\160 ،و "تفضيل وسائل الشيعة" للحر العاملي 14\360...
فهذه هي حقيقة المسجد الأقصى عندكم ،فكفاكم كذبا و تقية و خداعا فلن تستطيعوا أن تفعلوا شيئا للأقصى، و إلا فلماذا لم تقوموا بذلك سنة 2006التي خدعتم بها الكثير من الناس؟! و لماذا لم تفعلوا ذلك سنة2008 في حرب غزة العزة؟!
فالجهاد عندكم معطل أصلا حتى يخرج مهديكم المزعوم من غيبته الكبرى التي تعتقدون بها ،لأنكم ترون _كما صرحت رواياتكم _ «بان كل راية ترفع قبل راية الإمام _أي المهدي _فصاحبها طاغوت» الغيبة للنعماني 70.
و هذه هي الحقيقة التي غيبها المستبصر الشيعي، فها هو حسن نصر الله يعترف سنة 2006 عند انتهائه من الحرب أن قتاله لليهود لم يكن من منطلق عقدي؛ففي مقابلة تلفزيونية معه يوم الاحد27\7\2006 مع قناة New Tv اللبنانية، قال: «انه لو علم بان عملية اسر الجنديين الإسرائيليين كانت ستقود إلى الدمار الذي لحق بلبنان لما أمر بها» و أوضح «أن القيادة في الحزب لم تتوقع و لو 1% أن تؤدي عملية الأسر إلى هجوم عسكري بهذه السعة و أكد أن حزب الله لا ينوي شن جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل»، و جاء في جريدة الأنباء عدد8630 يوم 27\5\2000 أن حسن نصر الله أشار في الخطاب الذي ألقاه: «أن الحزب لن يشارك في أي عمل عسكري ضد إسرائيل لهدف تحرير القدس». و لذلك يقول الأمين العام لمجلس الأمن القومي حسن روحاني ،كما في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 18\1\2004م: «حزب الله مقاومة تقتصر على الأراضي اللبنانية».
و هذه إيران التي تتبجح بها يقول رئيسها السابق احمد نجاد _الذي ملا خطاباته بأنه سيمحو خارطة إسرائيل من العالم _كما في جريدة الشرق الأوسط العدد10134 بتاريخ 27\8\2006 :«إيران لا تمثل تهديدا للدول الأجنبية و لا حتى للنظام الصهيوني» و كما قال رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني السفاح شارون في مذكراته 583 :«لم أرى يوما في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد» و يقول ضابط إسرائيلي في المخابرات_ صحيفة معاريف اليهودية 8\9\1997_ :«قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية و خلقت معهم نوعا من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني و الذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس و الجهاد».
سقط العقد إذن، و انكشف الغطاء، و اتضح أن ما تقوم به إيران و وكيلها اللبناني حزب الله _أو كما وصفه المستبصر حزب اللات_ ما هي إلا مسرحيات و تمثيليات و تهريج و تهييج ...
الشيعة في مسيرتها الأولى:
و أما قولك: "وشيعة أهل البيت-ع- کذلک بدأت معارضة سلمية وبقيت مضطهدة قرونا مديدة ثم هي اليوم علي شيء من القوة ، صابرة محتسبة إلي أن يتسلم الأمر مهدي هذه الأمة، وعدا غير مکذوب".
فقد أبعدت النجعة و لفقت أكاذيب في صورة حقائق و ما هي إلا مخارق...لأنه:
-لم يكن الشيعة موجودين في الزمن الأول بالصورة الموجودة عليه حاليا؛ و إنما فقط نزعات سياسية ترى أن عليا و ذريته هم في الخلافة و تقلد الحكم أولى من غيرهم.
- و كونها معارضة سلمية لم تكن بالصورة المتبادر إليه حاليا في الذهن من أنواع المعارضات الموجودة على مستوى العالم و إنما معارضة إصلاحية بناءة.
- و كونها بقيت مضطهدة قرونا مديدة ليس بصحيح ؛فالقرون التي تلت الزمن الأول وجد بعض الناس في التشيع السياسي فرصة و غنيمة للكيد لهذا الدين، و هكذا تطور الحال إلى أن بدأت إشاعات تظهر بين الفينة و الأخرى تنسب إلى أهل البيت و هم كانوا في مقاومة شديدة لها و صراع مع أهلها، إلى أن تكونت الصورة الحالية للتشيع بعقائده الموجودة ؛نتيجة تراكم من إشاعات و أقوال ملفقة و وجادات مطروحة، و لذا كان نسبة الشيعة المعاصرين إلى الشيعة الأوائل فيه من تزوير التاريخ و قلب الحقائق الشيء الكثير.
الشيعة و التشيع:
بعد ذلك ينتقل إلى تأصيل هذا التشيع الذي يعتقد انه تشيع الأولين فيقرر: "أما التشيع الأصيل الذي هو المنهج الرباني الذي اختاره الله تعالي لتسير عليه هذه الأمة لتستحق کونها "خير أمة أخرجت للناس" فإنه لا يتحداه أحد إلا کان من الهالکين ومن الخاسرين".
و الرد عليه من وجوه:
- قد بينا فيما سبق ان التشيع بمفهومه السلفي( النصرة، المحبة، الولاء، الدفاع، ...) كان مستساغا و موجودا، و ليس بالصورة التي يصورها الشيعة المعاصرين.
- المنهج الرباني الذي ارتضاه الله لنا هو الإسلام بصورته الشاملة ،و ليس التشيع بصورته الضيقة المعاصرة، ) اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام _و ليس التشيع_ دينا( و نجد حاليا ان التشيع المعاصر بني على أصول لم نجد في القران الكريم_ الذي استوعب كل الأصول_ إشارة إليها!!!_ الإمامة، العصمة، المهدوية ،تكفير الصحابة، تكفير المسلمين، التقية، تحريف القران، الغلو،..._ و هو الكتاب الجامع لكل الأصول بنص الآيات الواضحات:) و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء( ،)ما فرطنا في الكتاب من شيء(، )فبأي حديث بعده يومنون( ... فهذه عقائد الشيعة موجودة و مبثوثة هل تجد لها في كتاب الله أدنى إشارة؟؟.
- أما التشيع العقدي الذي أصبح أساسا للطوائف المغالية من الشيعة بعد ذلك، فقد ظهر قبل وقوع الخلاف في الأمة؛ و ذلك في عهد عثمان رضي الله عنه ،فقد ذكرت المصادر التاريخية عند أهل السنة و عند الشيعة ان هناك شخصية يهودية ظهرت في عهد عثمان ادعت الإسلام، ثم أحدثت عقائد أصبحت فيما بعد هي قواعد المذهب الشيعي و خاصة المذهب الاثني عشري؛ تلك الشخصية هي عبد الله بن سبا الذي تظاهر بالإسلام في عهد الخليفة عثمان بن عفان ،ثم حمل لواء الفتنة و افسد طوائف عدة في بلاد المسلمين و حزب أتباعه ضد الخليفة عثمان.
- جل عقائد الشيعة المعاصرة تؤكد ان عبد الله بن سبا هو أول من أظهرها بنص الشيعة أنفسهم؛ انظر: "فرق الشيعة" للنوبختي 41،42 ،و "رجال الكشي" 100،101 ،و "الرجال" للحلي 469، و "تنقيح المقال" للمامقاني 2\184.
من هنا يتبين زيف دعوى التشيع المعاصر لأهل البيت...
طلقاء قريش:
و لكي يثبت أصل التشيع راح يستخرج من بعض الأحداث أدلة يظن أنها قطعية فيما ذهب إليه و هذه يستطيع ان يفعلها كل احد ،بل فعلها اليهود و النصارى و البوذيين أتوا بأحداث واقعية و ظنوا أنها ملزمة للغير فبالتالي صحة ما ذهبوا إليه من عقائد و أفكار ،و هذا حال صاحبنا حين يقول: "وإليک خمسة مصاديق تکفي من کان له قلب أو القي السمع وهو شهيد:
طلقاء قريش –وکانوا أکثر مالا وأعز نفرا – تحدوا شيعة محمد وعلي عليهما السلام وتبعهم علي ذلک من تبعهم ثم بعد سنوات فقط، جنوا ما قدمت أيديهم فاقتتلوا فيما بينهم ، صحابة وتابعون. أولا تعجب من هذا ؟ أو لا تبحث له في عقلک عن سبب، بعيدا عن قيل وقال؟؟"
أما طلقاء قريش فهم جماعة من مكة الذين شملهم عفو و رحمة رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم عند دخوله مكة، و قد حسن إسلامهم و ابلوا فيه بلاء حسنا، و لا يوجد طلقاء من التابعين، أما أنهم تحدوا شيعة محمد و علي؛ فلا يوجد هذا التحدي إلا في عقول الشيعة و مخيلاتهم ،و القتال الذي تزعم انه حصل بينهم؛ هو قتالهم للمرتدين و فتحهم للمدائن و على رأس ذلك الإمبراطورية الفارسية ،فهم قد شاركوا بقوة في هذه المعارك و لم يكن بينهم قتال على دنيا أو متعة زائفة.
الشاه و الشيعة:
لا شك أن الشيعة عاشوا في ظل الدولة البهلوية مدة غير يسيرة، و أغلبيتهم كانوا على ولاء تام له، إلى أن أتى الخميني و جماعته فحصل ما كان لابد ان يحصل، إذ أن الظلم بلغ أوجه في زمن الشاه و نحن لا نقبل ان يمارس هذا الظلم على أي احد كيفما كان معتقده و دينه، فسنة الله الكونية لا تحابي أحدا كيفما كان مقامه ،و لابد للظلم ان ينجلي سواده _كما في الربيع العربي فك الله أسره_ و إلا فهل سقوط الاتحاد السوفيتي و جبابرته من لنين و ستالين و غيرهم _و هم من هم في التجبر و الظلم_ هو عن رضا من الله للروس!!!؟؟؟
إذن فقولك: "تحدي الشاه وخلفه أمريکا والغرب والعرب، شيعة آل محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) وعلماءهم البررة فأذل الله الشاه داخل بلاده وخارجها، وسيأتي دور من غرّر به منهم عاجلاً أو آجلاً!" ليس دليلا على صحة ما ذهبت إليه من كون التشيع هو المنهج الرباني اختاره لنا.
صدام العراق و الشيعة:
يقول المستبصر الشيعي محمد الصغير _و هو يبرهن على صحة التشيع كمنهج رباني_ :«تحدي بطل العرب، صدام العراق، شيعة الآل-ع- وفعل فيهم وفي الأکراد ما لم يفعل هتلر في أعدائه، فأذله الله وسلط الکافرين علي الظالمين ».
أقول: لابد من تصحيح بعض المعطيات؛ أولها أن صدام حسين قد شمل ظلمه كل أطياف العراق من شيعة و سنة و أكراد، فلماذا أخفيت ظلمه للسنة؟؟ و قد نالهم من الظلم الشيء الكثير فكان منهم من هاجر إلى بلاد مختلفة، و من صبر و احتسب ،و من قاوم_ بطرق مختلفة _ظلمه و تجبره، إذ أن البعث الكافر الذي كان ينتمي إليه_ و الذي تدافع عنه في سوريا في شخص بشار و شبيحته_ لا يعترف بدين و لا ملة.
ثانيا: هناك من يثبت ان صدام حسين قد تراجع عن ما كان عليه في أيامه الأخيرة ،و اثبتوا ذلك بإنفاق أمواله في وجوه الخير، و ترداده للشهادة مرتين و هو على المشنقة؛ و النبي صلى الله عليه و اله و سلم يقول: {من كان أخر كلامه من الدنيا لا اله إلا الله دخل الجنة }و هو كما ترى دليل قوي و برهان ساطع.
ثالثا: لقد كان صدام و من معه في نزاع تام مع الولاياتالمتحدة و الكيان الصهيوني و الغرب، فلم لا تحسب من حسناته؟؟_ و التي حسبتها لإيران_ التي كان من نتيجتها غزوهم للعراق و قتلهم إياه _ و هو يردد الشهادة_ لان سياساته في غير اتجاههم و تمكين الشيعة من العراق _بشهاداتهم_، و إعمالهم الجرائم المفظعة في حق أهل السنة، فظلم الشيعة الآن تجاوز ظلم صدام بدرجة كبيرة جدا.
لا معنى لقولك: "تحدت أمريکا والغرب جمهورية إيران الإسلامية وحاصروها لخنقها اقتصاديا وسياسيا، فأعانها الله علي رفع کل التحديات، وذهبت في التقدم العلمي والتکنولوجي وفي فنون السياسة شوطا بعيدا ... أما التحدي العسکري لها فهو أيضا في طريقه إلي الاندحار". على أن التشيع صحيح المنهج مختار من عند الله!! إذ ليس بمثل هذه الأقاويل تثبت صحة ما تذهب إليه،و ليس كل من يكن عداوة لأمريكا و الغرب يدل على ان الله راض عن دينه و مذهبه؛ فقد بلغت الصين مبلغا من التقدم التكنولوجي و العلمي و كوبا بلغت هي أيضا تقدما راقيا على مستوى التقدم... و غيرها من الدول، فهل يعني هذا ان الله عز وجل راض عن أديانهم؟؟.
فما هكذا تورد الإبل يا فضيلة المستبصر الكريم!!.
أما علاقة إيران بالغرب فيكفيك كتاب: «التحالف الغادر التعاملات السرية بين إسرائيل و إيران و الولاياتالمتحدةالأمريكية» لتريتا بارسي ففيه تتجلى حقائق العداوة المصطنعة بين إيران و الدول الغربية.
مرسي و الشيعة و السقوط:
قبل إيراد قوله عن الرئيس الشرعي محمد مرسي و جعل عزله دلالة على صحة التشيع!! أتقدم بتحية مباركة عطرة للرئيس الشرعي ،و اسأل الله عز وجل ان يجزيك و يثيبك على صمودك و ثباتك على الحق، فقد استطاع ان يفعل ما لم يفعله رئيس أو ملك قبله فترضيه عن أبي بكر و عمر رضي الله عنهما في عقر دار إيران تعتبر صفعة قوية لملالي إيران الذين يجعلون الترضي عن الصحابة الخط الفاصل بين العداوة و الصداقة!! إذ سرور المستبصر الشيعي بعزل الرئيس دليل على ذلك، يقول في مقاله ذاك :"کان الدکتور محمد مرسي-حفظه الله- في سعة من أمره حتي أذن تلميحا وتصريحا بإهانة الشيعة والحث علي قتلهم وجهادهم "فأتي الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حيث لا يشعرون" ".
فقد ظهرت عداوة الشيعة لأي حكم سني ظهر _كما كان أسلافهم من العبيديين و البوهيين و الصفويين_ فما قام به الانقلابيون من تجاوز الشرعية، و إعمالهم القتل في كل من رضي بالإسلام دينا و منهج حكم و حياة؛ دلالة على صحة ما هم عليه من دين.
فهنيئا لكم يا شيعة على صحة دينكم و وضوح دلائل ذلك من خلال هذه الأحداث و وقوعها، فقد ابتكرتم منهجا جديدا لم يسبق إليه احد لبرهنة صحة المعتقد و المذهب!!.
الشيعة و صحة كتبهم:
بعد هذه الحجج الواهية التي أوردها للاستدلال على صحة مذهبه انتقل إلى أهل السنة لكي يثبت من خلال كتبهم_ حسب زعمه_ أن ما عليه الشيعة من عقائد موجودة في أصل كتاب لأهل السنة بعد القران الكريم و هو صحيح البخاري!! و قبل نسف هذه الشبهة، لابد من الإشارة إلى قوله: "علماؤنا لا يقولون مثلکم: کل ما في هذا الکتاب أو ذاک صحيح لا يقبل النقد والمناقشة".
أقول :و الدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات فأصحابها أدعياء.
فهذه أقوال علمائكم في الكتب المعتمدة لديكم؛ الكافي، و التهذيب، و الاستبصار، و من لا يحضره الفقيه، لنرى صحة دعواكم تلك؟؟
- يقول الكليني عن كتابه الكافي في مقدمته: «و قلت انك تحب ان يكون عندك كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم و يرجع إليه المسترشد و يأخذ منه من يريد علم الدين و العمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين».
- قال الطبرسي: «الكافي بين الكتب الأربعة كالشمس بين النجوم و إذا تأمل المنصف استغنى عن ملاحظة حال أحاد رجال السند المودعة فيه و تورثه الوثوق و يحصل له الاطمئنان بصدورها و ثبوتها و صحتها» مستدرك الوسائل 3\532.
- الحر العاملي يبوب بابا في كتابه: "خاتمة الوسائل" ص61 بعنوان: «الفائدة السادسة في صحة الكتب المعتمدة في تأليف هذا الكتاب و توافرها و صحة نسبتها و ثبوت أحاديثها عن الأئمة عليهم السلام».
- قال شرف الدين الموسوي:« الكافي و الاستبصار و التهذيب و من لا يحضره الفقيه متواترة مقطوع بصحة مضامينها و الكافي أقدمها و أعظمها و أحسنها و أتقنها» المراجعات رقم110.
- وقال محمد صادق الصدر: «و الذي يجدر بالمطالعة ان يقف عليه هو ان الشيعة و ان كانت مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة و قائلة بصحة كل ما فيها من روايات غير أنها لا تطلق عليها اسم الصحاح كما فعل ذلك إخوانهم أهل السنة» الشيعة 127.
فهذه أقوال بعض علمائكم في كتبكم المعتمدة لديكم فكفى كذبا و خداعا...
الشيعة و القرآن:
ثم يقول: "هذا أمر مرفوض عندنا حاشا القرآن الکريم والمتواتر قطعي الدلالة". بل هذا خلاف ما قاله علمائكم فهذه بعض أقوال علمائكم في القران الكريم و هي كثيرة جدا:
-قال أبو الحسن الفتوني:« اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية و غيرها ان هذا القران قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه و اله شيء من التغييرات و اسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات و الآيات و يمكن القول بكونه من ضروريات مذهب التشيع» مرآة الأنوار المقدمة الثانية36.
- قال عدنان البحراني: «القول بالتحريف و التغيير من المسلمات و هو إجماع الفرقة المحقة و كونه من ضروريات مذهبهم» مشارق الشموس الدرية 126.
- قال علي الكوفي أبو القاسم: «اجمع أهل النقل و الآثار من الخاص و العام ان هذا الذي في أيدي الناس من القران ليس هذا القران كله» فصل الخطاب ص27.
-قال المفيد:« إن الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من ال محمد باختلاف القران و ما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف و النقصان» أوائل المقالات ص98.
- قال أبو منصور الطبرسي:« و لو شرحت لك كل ما اسقط و حرف و بدل و ما يجري هذا المجرى لطال و ظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء و مثالب الأعداء» الاحتجاج ج1 ص155.
- قال يوسف البحراني: «لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة و المقالة الفصيحة على ما اخترناه و وضوح ما قلناه و لو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها و انتشارها لامكن الطعن إلى الأخبار كلها كما لا يخفى إذ الأصول واحدة و كذا الطرق و الرواة و المشايخ و النقلة و لعمري ان القول بعدم التغيير و التبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجور و أنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خياناتهم في الأمانة الأخرى التي هي اشد ضرار على الدين» الدرر النجفية ص298.