إن التصريحات المتوالية للفريق الأول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي – الحاكم الفعلي لمصر - توضح أنه ضاق ذرعا بالمليونيات التي ينظمها أنصار الرئيس محمد مرسي و بدأ يفقد أعصابه و توازنه مع توالي الأحداث ، فبعد أن كان في بداية الانقلاب يتحدث عن ضمان الحق السلمي في التظاهر و أن الجيش سيقوم بحماية المتظاهرين المعتصمين في ميداني رابعة العدوية و النهضة، أصبح ينادي بضرورة نزول الشعب لتفويضه استعمال القوة لمحاربة ما يمسيه " الإرهاب ". و خطابه الأخير - بتاريخ 24 يوليوز 2013 - لا يعدو أن يكون دعوة صريحة لقمع المتظاهرين السلميين و فض اعتصاماتهم بالقوة، إلا أنه يحاول شرعنة القمع و إضفاء الشعبية عليه قبل تنفيذه، و هذا الأسلوب القذر هو الذي قام به يوم الأربعاء 3 يوليوز2013 لكي يبرر إطاحته بالرئيس المنتخب. و قبل أن يلقي السيسي خطابه الدموي بساعات، حدثت بعض التفجيرات في أماكن متفرقة من مصر، منها تفجير قسم أول المنصورة، الذي تسبب في مقتل مجند و إصابة 28 آخرين حسب ما أكدت مصادر في وزارة الصحة المصرية . و من المحتمل جدا، أن تكون هذه التفجيرات مدبرة من قبل السيسي ليمهد للخطاب الذي ألقاه و الذي قال إنه يريد تفويضا من الشعب لمحاربة الإرهاب، فاللعبة أصبحت مفضوحة و الانقلابيون يحاربون في أرض مكشوفة و يلعبون آخر أوراقهم. إن تكوين السيسي العسكري لا يسمح له بهامش كبير في المناورة السياسية، فكل القرارات التي اتخذها تبين عقليته العسكرية المتحجرة التي تعتمد أساسا على لغة التهديد و استعمال القوة المفرطة تجاه المخالفين . فمن بين القرارات التي تزكي هذا الطرح، أنه قام باختطاف الرئيس المنتخب دون أن يمنح لأهله فرصة لزيارته و الاطمئنان عليه ، كما سارع إلى إغلاق القنوات الفضائية المعارضة للانقلاب في محاولة لتكميم الأفواه و إسكات الصوت المخالف ، و أبشع ما قام به هو مذبحة الساجدين أمام دار الحرس الجمهوري التي راح ضحيتها زهاء 111 شهيدا مع مئات المصابين، و كذا مذبحة المنصورة في حق النساء اللواتي كن يعبرن عن آرائهن بكل سلمية، بالإضافة إلى تسخير البلطجية و الفلول من أجل القيام بأعمال العنف تجاه المسيرات و الاعتصامات السلمية.
إن طمع السيسي في السلطة لن يثنيه عن القيام بأغبى الأشياء حفاظا على نجاح انقلابه حتى و إن اقتضى الأمر إبادة مخالفيه ، فهو رجل خائن خان القسم الذي أداه أمام الرئيس المنتخب و بالتالي لن يتورع عن ارتكاب المزيد من المجازر و الحماقات.