قطع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إجازته الخاصة وفترة النقاهة التي كان يقضيها في المغرب، بسبب تداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة حاليا وخاصة الوضع في سوريا، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في وقت مبكر اليوم السبت. وأرفقت (واس) خبرها بصور للملك عبد الله لدى وصوله إلى مطار جدة، حيث كان في استقباله عدد من الأمراء وكبار المسؤولين في الدولة. وما دفع الملك إلى قطع إجازته -بحسب وكالة الأنباء الألمانية- هو التقرير الإستراتيجي الأمني الذي قدمه له وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان رئيس مجلس الأمن الوطني بالسعودية، عن نتائج محادثاتهما قبل أيام مع المسؤولين الفرنسيين، وخاصة وزير الخارجية لوران فابيوس. وقالت الأنباء إن الأميرين سعود وبندر وضعا الملك عبد الله في إطار التصورات الإستراتيجية الغربية، وخاصة الفرنسية ذات الاهتمام الخاص بالشأن السوري. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن السعودية وفرنسا تتقاسمان هواجس مشتركة، ليست بعيدة عن هواجس واشنطن ولندن في شأن التداعيات الخطيرة على الساحة السورية. وجاء الإعلان عن ذلك مع الاستعدادات الغربية والأميركية لاتخاذ قرارات بشأن تسليح المعارضة السورية، وإعلان البيت الأبيض لثبوت استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للسلاح الكيمياوي والاستعداد لزيادة الدعم للمعارضة. كما تسارعت المشاورات والاتصالات بشكل كثيف خلال الساعات القليلة الماضية بين عواصم القرار العالمية لاتخاذ قرارات تردع النظام السوري وحلفاءه من حزب الله اللبناني وإيران، وتمنعهم من تحقيق انتصار في حلب وريفها كالذي حصل في القصير. وتعد السعودية من كبار الداعمين الماليين للثوار السوريين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وكان الملك عبد الله أصدر بيانا ملكيا في نهاية مايو/أيار الماضي يقضي بقيام ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز بإدارة شؤون الدولة، ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابه عن المملكة. تجدر الإشارة إلى أن الملك عبد الله البالغ من العمر تسعين سنة تقريباً كان قد وصل إلى المغرب في 31 مايو/أيار في "زيارة خاصة".