يعتبر مهرجان موازين ، الذي دأبت جمعية "مغرب الثقافات" على تنظيمه كل سنة، الأكثر إثارة للجدل إذ يترك آثار سلبية بليغة على المجتمع يصعب محوها. فالمهرجان يتزامن وفترة الاستعداد للامتحانات المدرسية ويشكل سببا من أسباب الهدر المدرسي. إذ يجد التلميذ نفسه غير قادر على مقاومة الإغراءات المتجلية في حضور فنانين وازنين أمثال "ويتني هيوستن"، "إلتون جون"، "ليونيل ريتشي"، "شاكيرا" وغيرهم. ليس هذا فحسب، فموازين شكل من أشكال الانحلال الأخلاقي، تستعرض خلاله المغنيات والراقصات حركاتهن الجنسية وأجسادهن العارية. والمؤسف، انخراط القنوات التلفزيونية العمومية في بث الرذيلة. وخير مثال على ذلك بث قناة دوزيم سهرة "جيسي دجي" و التي ظهرت فيها بدون سروال. وهو منظر مخل بقيمنا ومبادئنا الإسلامية، ويترك آثار جسيمة آنية ومستقبلية على الأطفال والشباب اللذان يشكلان مستقبل البلاد وأملها. ولا يقتصر الأمر على ما سبق، فعدد الفنانين الأجانب المشاركين بموازين أكبر بكثير من عدد الفنانين المغاربة. ولكم أن تتصوروا المبالغ المالية الهائلة التي تغادر الحدود بالعملة الصعبة وما يتركه ذلك من آثار سلبية على اقتصاد متهالك. لن ينسى المغاربة انهيار منصة حي النهضة سنة 2009 الذي راح ضحيته 11 شخصا وما خلفه ذلك من 0ثار جسيمة وجروح يصعب اندمالها على أسر الضحايا. ويطرح هذا الحادث تساؤلات كثيرة حول حسن التنظيم خصوصا وأن ميزانية المهرجان تقدر ب 62 مليون درهم حسب إفادات الساهرين عليه. للمهرجان كذلك اختلال آخر، يتعلق باستفادة جمعية "مغرب الثقافات" من النفع العام والذي يعطى في الغالب على أساس الامتياز وليس الاستحقاق ويستفيد منه المقربون والمُرْضى عنهم. لقد أصبح من الضروري اتخاذ مجموعة من التدابير للحد من اختلال موازين المهرجان كمراجعة توقيت انطلاقه للحد من انعكاساته السلبية على التلاميذ والطلبة كما يجب على القنوات التلفزيونية إعادة النظر في السهرات التي يتم بثها مراعاة للمبادئ الإسلامية ولتجنيب الأسر المغربية مزيدا من الإحراج والانحلال.
إضافة إلى ما سبق، أقترح إعادة الاعتبار للفنانين المغاربة بمنحهم مشاركة أكبر وأجورا أهم، وبهذا نجنب اقتصادنا المتهالك مزيدا من الأوجاع.