أعلنت إسرائيل ومصادر فلسطينية والوسيط القطري الثلاثاء قرب التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ السابع من أكتوبر، تاريخ هجومها غير المسبوق على إسرائيل، مقابل هدنة موقتة في غزة. ونقلت حماس إلى قطاع غزة إبان الهجوم قرابة 240 شخصا، بينهم أجانب وأطفال، وفق إسرائيل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء "نحرز تقدما" بشأن إعادة الرهائن، "آمل أن تكون هناك أخبار سارة قريبا". وقالت قطر التي تتوسط الى جانب مصر والولايات المتحدة في الجهود المبذولة لإبرام اتفاق، إن المفاوضات بلغت "أقرب نقطة" منذ بدئها. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في الدوحة أن "الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني (أنها) في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة". وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قال في رسالة مقتضبة فجر الثلاثاء إنّ "الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة". وقالت مصادر في حماس والجهاد الإسلامي إن تفاصيل الاتفاق ستعلن رسميا من جانب قطر وباقي الوسطاء. قال مصدران مطّلعان على المفاوضات إن الصفقة تتضمّن "إطلاق سراح ما بين 50 ومئة رهينة محتجزين في قطاع غزة" لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل "عن 300 أسير من الأطفال والنساء" الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وأوضحا أنّ الإفراج عن هؤلاء "سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير" من الهدنة. وأشارت المصادر ذاتها إلى إصرار إسرائيل على ترابط العائلة أي أنّه في حال الإفراج عن سيدة ينبغي الإفراج أيضاً عن زوجها حتى لو كان عسكرياً، وهو ما رفضته حماس. لكنّ مصر وقطر تعملان حالياً بتنسيق مع الإدارة الأميركية لإنهاء هذه النقطة. أكد المصدران أن الاتفاق يشمل "وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط". ويتضمّن الاتفاق أيضاً، وفق المصدرين، "إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال". مساء الإثنين، التقى نتانياهو وفدا من أقارب الرهائن وتعهد لهم بعدم "وقف القتال إلى أن نعيد الرهائن" و"ندمّر" حماس. أما العائلات فعبّرت عن إحباطها من اللقاء. وقال أودي غورين، وابن عمه بين الرهائن، "أردنا أن نسمع عن اتفاق وأن عودة المخطوفين أولوية، لكن لم نسمع ذلك". الإثنين أيضا أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اتفاق "وشيك". وسأل أحد الصحافيين الرئيس الأميركي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض "هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟"، فأجابه "أعتقد ذلك". وحين كرر الصحافي السؤال، ردّ بايدن "نعم". ولاحقا، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "نحن أقرب ما نكون (للتوصل الى اتفاق). نحن واثقون". تزايدت الآمال في التوصل إلى اتفاق بعد أن التقت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إسماعيل هنية ومسؤولين قطريين.