يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل سنة بعيد المرأة تقديرا لمكانتها واعترافا بالدور الوازن الذي تلعبه في كافة الميادين والمجالات .وبهذه المناسبة جرت العادة أن تقوم الجمعيات والهيئات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني بقراءة وتقييم الواقع النسوي الراهن والوقوف عند محطاته المضيئة ومشاريعه وإنجازاته المتوهجة التي شاركت المرأة بعطائها وإبداعها في بلورتها و بنائها ، كما تقوم في ذات السياق تلك الأطراف برصد الإختلالات التي ما تزال تطال وضعية المرأة وتعيق عجلة مساهمتها في التنمية الإقتصادية والإجتماعية... واليوم تحتفل المرأة المغربية على غرار نساء المعمور باليوم العالمي للمرأة، وهي إذ تحتفل بهذا العيد فإنها تستحضر بدورها ما حققته من إنجازات كما تبوح بهذه المناسبة بما أصبح يراودها من تطلعات وانتظارات .لكن هناك بالطبع فئات من المجتمع النسوي المغربي لم تحظ مناسبة اليوم العالمي لهذه السنة عندها بأي اهتمام أو التفاتة ، ذلك لأنها حرمت قسرا من بلورة مشاريعها وإنجازاتها ومن تفعيل إسهاماتها بما يخدم مصلحة وطنها ويدعم مساره التنموي . يتعلق الأمر بفئات المعطلات حاملات الشهادات العليا اللواتي ما يزلن كل أسبوع يطوين المسافات من كل صوب وحدب في اتجاه العاصمة الرباط ليطلقن العنان لأصواتهن طلبا للتشغيل بعد أن صرفن زهرة شبابهن في الدراسة والتحصيل. ولنا أن نذكر في هذا الإطار على سبيل المثال لا الحصر أولائك المعطلات اللائي أفنين سنتين من عمرهن وهن يترددن كل أسبوع على العاصمة الرباط من أجل مطالبة الحكومة بحقهن في الإدماج في أسلاك الوظيفة بموجب التزام حكومي موثق ( محضر 20 يوليوز) .فهذه الفئة ، كما يعلم القاصي والداني ، قد تراجعت حكومة بنكيران عن توظيفها بحجة واهية، ما جعلها تعيش حياتها على إيقاع إحساس مستمر بمرارة الظلم والغبن . وبهذا الصدد لنا أن نثير بعض التساؤلات عن ظروف وكيفية استقبال هؤلاء المعطلات لليوم العالمي للمرأة ،فنقول،كيف ستستقبل هذه الفئة من المعطلات اليوم العالمي للمرأة وتحتفل به وقد تم الإجهاز على حقها في الإسهام في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية لوطنها بعدما تم إقصاؤها بشكل مجحف في الإدماج في أسلاك الوظيفة ؟ كيف ستستقبل معطلات محضر 20 يوليوز اليوم العالمي للمرأة وتحتفل به وقد لقين من أشكال التعنيف والضرب والتنكيل الكثير بعد ما كانت أبدانهن ورؤوسهن أهدافا للعصي والهراوات على مدى سنتين بشوارع الرباط؟ كيف ستستقبل معطلات محضر 20 يوليوز اليوم العالمي للمرأة وتحتفل به وقد أصابهن جراء تراجع الحكومة عن إحقاق حقهن ما أصابهن من أضرار مادية وصحية وبدنية ونفسية ماتزال تداعياتها تستفحل يوما بعد يوم؟ كيف ستستقبل معطلات محضر 20 يوليوز اليوم العالمي للمرأة وتحتفلن به بعدما ساءت أحوالهن وتفاقمت معاناتهن و أصبح مستقبلهن عرضة للضياع والمجهول؟ كيف ستستقبل معطلات محضر 20 يوليوز اليوم العالمي للمرأة وتحتفل به بعد أن أغلق باب الحوار في وجوههن وتجوهلت صيحات احتجاجاتهن المطالبة بإنصافهن ووضع حد لمعاناتهن؟ إن معطلات محضر 20 يوليوز وهن يستقبلن اليوم العالمي للمرأة ، يأملن أن تتحرك الأحزاب السياسية و الهيئات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات النسوية بمختلف أطيافها وتوجهاتها ومشاربها من أجل دعم قضيتهن العادلة في أفق دفع صناع القرار نحو إنصافهن عبر تفعيل مضمون محضر 20 يوليوز بما يجعلهن مشاركات بمؤهلاتهن وكفاءتهن العلمية في المسيرة التنموية الوطنية.