تسود هذه الأيام حالة من القلق والخوف في الأوساط المغربية، وذلك خلفية على اجتياح حشرة "البق" أو "بق الفراش"، جل المرافق العامة في العاصمة الفرنسية باريس الماضية، الأمر الذي تعالت معه أصوات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبة السلطات المغربية بضرورة اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة وفورية، بهدف منع انتقال وانتشار هذه الحشرة بالمغرب. وارتباطا بالموضوع، أوضحت وزارة الصحة، في بلاغ صحفي، أنها تفاعلا مع خبر انتشار حشرة "بق الفراش" في فرنسا، ومن أجل ضمان عدم دخولها إلى التراب الوطني عبر البوابات الحدودية للمملكة، باشرت، بتنسيق مع مختلف السلطات العمومية المتدخلة في مجال المراقبة الصحية على الحدود، عملية تفعيل نظام اليقظة الصحية والرصد الاستباقي تحسبا لأي تسلل وانتشار لهذه الحشرة. من جانبهم، طالب نشطاء المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة منع كل الرحلات البحرية القادمة من فرنسا، تفاديا لأي احتمال من شأنه أن يكون سببا في انتقال هذه الحشرة إلى المملكة الشريفة، سيما أن هذه الأخيرة تربطها بباريس معاملات تجارية عديدة. في ذات السياق، أوضح الأستاذ "محسن الجعفري"، الباحث في الاقتصاد السياسي، أنه بالنظر لتطور الوضع الصحي في فرنسا جراء انتشار حشرة البق، وقرار المغرب بتفعيل نظام اليقظة الصحية، لاعتبارات مرتبطة أولا بحركية المسافرين، التي بلغت سنة 2022 ما يقارب عشرة ملايين مسافر تنقلوا بين البلدين (90% عبر النقل الجوي و 10% عبر النقل البحري)، بالإضافة إلى حجم المبادلات التجارية التي تفوق 13 مليار أورو برسم العام 2022، يجعل عملية إنتشار هذه الحشرة وتنقلها عبر النواقل البشرية أو السلع أمرا محتملا". وأشار الباحث عبر محادثة خاصة مع موقع "أخبارنا" إلى أن هذا المستجد، قد يفرض سيناريو مشابه لسيناريو الحجر الصحي خلال مرحلة كوفيد 19 أو على الأقل إجراءات احترازية صارمة في مراقبة حركية المسافرين والسلع، قد تصل حد إلغاء بعض الرحلات، إذا لم تتمكن السلطات الفرنسية من تطويق الوضع الوبائي الداخلي، سيما بعد أن بلغت نسبة الانتشار حسب وسائل إعلام فرنسية 10% من المنازل. كما أكد "الجعفري" أيضا، أنه: "بالنظر للمعطيات الحالية فإن هذا السيناريو مستبعد، لكن يبقى محتملا إذا حدث تطور في عملية انتشار الحشرة ومقاومتها لوسائل الحماية والأدوية المستعملة، ما قد يؤثر حتى على تنظيم أولمبياد باريس ويؤثر بشكل كبير على الإقتصاد الفرنسي الذي يعتمد على الخدمات وهو ما يفرض حركية بشرية مكثفة من وإلى التراب الفرنسي". يذكر أن "بق الفراش"، هو حشرة صغيرة بلا أجنحة، وذات لون بني مائل للحمرة، تعمل على امتصاص الدم وتزول لدغاتها دون علاج في غضون أسبوع أو أسبوعين، غير أنها لا تساهم في نشر أي مرض، ولكن يمكن أن تسبب تفاعلاً تحسُّسيًّا أو تفاعلًا جلديًّا شديدًا لدى بعض الأشخاص.