تسببت التصريحات الأخيرة ل"فوزي لقجع"، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، التي أدلى بها بداية الأسبوع الجاري داخل قبة البرلمان، في حالة غليان شديد بالجزائر، سيما بعد أن لمح من خلالها المسؤول المغربي، أن بلادنا ستحتضن نهائيات كأس أمم إفريقيا لسنة 2025. وارتباطا بالموضوع، تحدث "لقجع" خلال جلسة مجلس النواب، سالفة الذكر، عن التجهيزات الرياضية بمدينة فاس، حيث أشار إلى أنها تتوفر على مركب كبير يتسع لأكثر من 40 ألف متفرج، مبرزا أن هذا الملعب سيحتضن مباريات كأس أفريقيا عام 2025، حيث قال في هذا الصدد: "ملي غيحصل عليها بلادنا"، كما سيكون ضمن الملاعب المرشحة لاحتضان مونديال 2030. تصريحات "لقجع" التي اعتبرها عدد كبير من المهتمين بمثابة "إعلان رسمي عن منح المغرب شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025"، حركت غضبا واسعا بالجارة الشرقية، حيث كان بوق الكابرانات، الجزائري "حفيظ دراجي"، في طليعة مهاجمي رئيس الجامعة الملكية المغربية، من خلال برنامج "بعيون حفيظ دراجي" الذي يبث عبر منصة "winwin". وفي هذا الصدد، قال "دراجي": "كُنا نعرف قبل أشهر بأن المغرب سينظم نهائيات أمم أفريقيا 2025، لكن الجديد هو أنه ولأول مرة في تاريخ كرة القدم الأفريقية، يُعلن رئيسُ اتحادٍ أن بلاده ستنظم بطولة قارية قبل الإعلان الرسمي من كاف"، في إشارة إلى تصريحات "لقجع" سالفة الذكر. ورغم أن تصريحات "لقجع" لا تحتمل المطلق أو تعتبر إعلانا رسميا بدليل قوله: "ملي غيحصل عليها بلادنا"، في إشارة إلى "تنظيم كان 2025"، غير أن "دراجي" الذي يعتبر "بوق الكابرانات" ولسانه غير الرسمي، لم يفوت الفرصة من أجل تأليب الشارع الجزائري ضد المغرب، حيث قال في هذا الإطار: "قد يقول رئيس اتحادٍ أننا نسعى أو نأمل.. أو حتى يدعو الأعضاء إلى التصويت لملف بلاده، لكن أن يسبق الإعلان الرسمي ويقول إن بلاده هي التي ستنظم أمم أفريقيا 2025، فهذا قلة احترام تجاه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)". هجوم "دراجي" المتواصل على المغرب عموما، و"لقجع" تحديدا، لم يقف عند هذا الحد، بل بلغ حد وصف المسؤول المغربي بوصوف فيها كثير من السب والقذف والتجريح، بعد أن قال: "هي قلة احترام كذلك تجاه المنافسين وقلة احترام للقيم وأخلاقيات الرياضة، وتأكيدًا لما قلناه سابقًا وكان صحيحًا، بأن تنظيم المغرب لأمم أفريقيا حُسِم بالفعل قبل فترةٍ، ولا داعي للدخول في المنافسة". وتابع "دراجي" حديثه قائلًا: "الجانب الجزائري يدرس أيضًا تقدّيم احتجاج أمام الاتحاد الأفريقي، وربما على طاولة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كما يدرس حتى إمكانية الانسحاب من المنافسة على احتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 والبقاء في سباق كان 2027". كما شدد "بوق الكابرانات" على أن: "هناك اتحادات أخرى أيضًا قد تسلك نفس الطريق، وتُعلن انسحابها من تنظيم أمم أفريقيا 2025، مما يضع الاتحاد الأفريقي والاتحاد المغربي في موقفٍ حرجٍ بسبب عدم احترام المنافسة من خلال الإعلان عن الأمر". يذكر أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، كان قد سحب تنظيم كأس أمم إفريقيا لسنة 2025 من دولة غينيا، في شتنبر 2022، قبل أن يعلن الاتحادين المغربي والجزائري عن رغبتهما في الترشح لاستضافة هذه الدورة.