صفعة قوية جديدة، تلك التي تلقاها نظام الكابرانات الحاكم في الجزائر، صبيحة اليوم السبت، عقب إعلان روسيا توقيع اتفاق مع إسرائيل، يقضي بافتتاح مكتب قنصلي في مدينة القدس، وهو القرار الذي جاء تزامنا مع زيارة الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" إلى موسكو. فبعد كم الاهانات والعار الذي جلبه "تبون" لبلده وشعبه، بسبب سقطاته الدبلوماسية وتصريحات التي أدلى بها خلال محادثات مع الرئيس الروسي "بوتين"، اختار هذا الأخير أن ينهي مقام الرئيس الجزائريبموسكو، ب"تبهديلة" كبيرة وصادمة، بعد توقيعه اتفاقا مع إسرائيل، العدو الكلاسيكي لدولة فلسطين التي لطالما استغل نظام الكابرانات قضيتها من أجل صناعة بطولات وزعامات افتراضية وهمية. وبالعودة إلى الموضوع، أوضحت روسيا أن الأمر يتعلق بصفقة تخص قطعة أرض غربي القدس، اشترتها موسكو عام 1885، وتمت تسويتها مع بلدية القدس في ال18 من شهر ماي الأخير، لتحديد الحدود الإقليمية لهذه الأرض، بعد إجراءات استمرت سنوات. ووفق تقارير إعلامية، فقد أكدت سفارة روسيا عزمها إنشاء مكتب دبلوماسي رسمي على قطعة الأرض سالفة الذكر، يحوي مساكن دبلوماسية، ويعمل على تقديم خدمات قنصلية لسكان القدس والمنطقة، الأمر الذي يمنحه مكانة أعلى من قنصلية، حسب الاتفاق، قبل أن تؤكد أن تشييده سيتم في غضون خمس سنوات، مع إمكانية تمديد الفترة الزمنية إلى عشر سنوات. ورغم أن روسيا كانت قد اعترفت منذ سنوات بالقدس الغربية، عاصمة لإسرائيل، إلا أن عددا من المهتمين بالموضوع، يرون أن افتتاحها مكتبا قنصليا في القدس دون شرط الوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل أو حتى أي محاولة للسلام بينهما، ستكون بمثابة ضربة موجعة للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، وأيضا ل"الجزائر" التي تعتبر روسيا حليفها الأول، وهي التي ظلت تقدم للجميع دروسا في دعم القضية الفلسطينية، وتزايد على جيرانها الذين تربطهم علاقات استراتيجية بإسرائيل، أبرزهم "المغرب". يشار إلى أن إسرائيل تطالب دول العالم بفتح سفارات في القدس بحجم كامل، وتحظر تفعيل قنصليات. وسبب ذلك أن القنصليات، وفقا للنظام الدبلوماسي، تقع في مدن مركزية، بينما السفارات تقام دوما في العواصم. وفي سياق متصل، فقد اعتبر عدد من المحللين أن قرار افتتاح ممثلية دبلوماسية رسمية لروسيا في القدس، في عز صراعها مع أمريكا، هو بمثابة رسالة قوية لكل دول العالم التي لا تزال تتأثر بمواقف موسكو.