قال مديرون تنفيذيون الاثنين ان الطائرات الموجهة عن بعد تشهد طلبا عالميا كبيرا وعلى وجه الخصوص في دول الخليج العربية التي تشعر بالقلق بشأن الاستقرار في المنطقة في حين كشفت شركة أميركية كبرى لصنع هذا النوع من الطائرات عن بيع اول طائرة بلا طيار غير مسلحة من طراز بريدتور في الشرق الاوسط. ويقول خبراء ان الجدال الدائر حول مدى شرعية الهجمات التي تستخدم فيها طائرات من هذا النوع مسلحة بالصواريخ لن يحد من الحماس في المنطقة لهذه التكنولوجيا لأسباب من بينها ان معظم الطائرات التي ستباع للمنطقة ستقتصر على اغراض الاستطلاع نتيجة لقيود التصدير. وقال سيلو نتسيليلي المدير التنفيذي للوسائط الجوية غير المأهولة في دنيل دايناميكس وهي فرع من شركة دنيل المملوكة للدولة وكبرى شركات صناعة المعدات الدفاعية في جنوب افريقيا ان هذا "هو أفضل وقت" للمبيعات من هذا النوع من الطائرات. واضاف في تصريحات صحفية على هامش معرض الدفاع الدولي (ايدكس) الذي يقام كل عامين في أبوظبي "الطلب يتزايد بسرعة في الدول النامية في الشرق الاوسط والشرق الاقصى وافريقيا... وللخليج أهمية حيوية في كل هذا." وقال "لا استطيع ان اتكلم بصورة محددة لكن كل منطقة الخليج العربي تتحدث معنا" مضيفا ان مبيعات وحدة الوسائط الجوية غير المأهولة في دنيل ارتفعت بنسبة 20 في المئة تقريبا في السنوات الاربع الماضية وكان اغلب الزيادة نتيجة الطلب في الشرق الاوسط. وتابع ان الشركة تلقت هذا العام استفسارات من مهتمين يحتمل ان يشتروا ما يعادل ضعفي ما تلقته خلال أعمال ايدكس السابقة قبل عامين. وخلال اعمال ايدكس يوم الاثنين اعلنت الامارات العربية المتحدة صفقة قيمتها 722 مليون درهم (196.57 مليون دولار) لشراء عدد لم تحدده من الطائرات من طراز بريدتور من شركة جنرال أتوميكس الأميركية. وقالت شركة ابوظبي الاستثمارية للانظمة الذاتية (اداسي) وهي فرع لشركة توازن الاستثمارية المملوكة للدولة الاثنين انها وقعت اتفاقا مع بوينغ لكي تقدم اداسي "التدريب والدعم وخدمات التسويق" لأنظمة طائرات بوينغ غير المأهولة في الامارات. وقال فرانك بيس رئيس جنرال اتوميكس ايرونوتيكال ان مبيعات شركته ارتفعت بنسبة 120 في المئة تقريبا على مدى الاعوام الخمسة الماضية رغم انها لم تتمكن حتى الان من البيع للشرق الاوسط بسبب القيود المشددة على الصادرات. وتقول واشنطن ان صادراتها من الطائرات بدون طيار مقيدة بسبب التزاماتها بموجب نظام الرقابة على تكنولوجيا الصواريخ وهو اتفاق دولي غير ملزم يهدف الى الحد من انتشار الاسلحة الطويلة المدى عالية الدقة. وقال توماس كيلي النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركي في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية للصحفيين في ايدكس ان واشنطن تلزم "الحذر" بشأن مبيعات الطائرات بدون طيار. واضاف "نحن لا ندفع بأنظمة مسلحة الان الى دول اخرى. نفهم انه يوجد كثير من الاهتمام على المستوى الدولي بالطائرات غير المأهولة... لكن فيما يتعلق بالطائرات غير المأهولة المسلحة فأعتقد ان الادارة ستأخذ وقتها للتأكد من ان لدينا سياسة نطمئن لها." وقالت شركة جنرال اتوميكس العام الماضي ان طراز التصدير من الطائرة بريدتور لن تكون به "نقاط صلبة" لتثبيت صواريخ وسيصمم عن قصد لجعل اضافة اسلحة جديدة امرا مستحيلا. وقال بيس انه يأمل في ان تحصل الشركة على موافقة على البيع لمزيد من الدول وخاصة في سوق الشرق الاوسط حيث يرى فرصة كبيرة. واضاف "نتحدث مع كل دول الخليج (العربية)". وقال تيودور كراسيك مدير البحوث في معهد التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج ان المبيعات تزداد في الشرق الاوسط لأن امتلاك انظمة استطلاع متطورة يصبح على نحو سريع مطلبا لكل الدول. واضاف "المنطقة ما زالت غير مستقرة وتوجد اطراف رسمية وغير رسمية تريد إثارة مشاكل والقدرة على متابعة ما يحدث امر مهم جدا." وتشعر دول الخليج العربية بالقلق من الحرب الاهلية في سوريا وتريد ضمان الا تثير الانتفاضات الشعبية في شمال افريقيا معارضة في الداخل. وتمثل نوايا المنافس الاقليمي ايران التي تخوض نزاعا مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي مبعثا دائما للقلق بالنسبة للعائلات الحاكمة في منطقة الخليج. وقال كراسيك ان الجدل بشأن شرعية هجمات الطائرات بدون طيار لن يكون له تأثير يذكر على الاقبال العالمي على تلك الطائرات. واضاف "لا تنسوا ان الجدل بشأن الطائرات بدون طيار يتركز في الولاياتالمتحدة. الدول التي تريد تلك المقدرة هنا ستتخذ قراراتها بنفسها." وزادت الولاياتالمتحدة بدرجة كبيرة استخدامها للطائرات بدون طيار في الخارج في السنوات الاخيرة لاستهداف شخصيات من القاعدة في اماكن نائية من باكستان الى اليمن. ونفذت بريطانيا واسرائيل ايضا هجمات من هذا النوع ومن المعتقد ان عشرات من الدول الأخرى تمتلك هذه التكنولوجيا. والقتل المستهدف الذي تنفذه الطائرات غير المأهولة الموجهة عن بعد موضوع مثير للجدل بسبب المخاطر التي يتعرض لها المدنيون القريبون وتواتر الهجمات. لكن بيس من شركة جنرال اتوميكس قال انه لا يتوقع أن يكون للجدل اثر كبير على المبيعات. واضاف ان الصواريخ "ليست وظيفة مهمة للطائرات واغلب الناس الذين يشترونها يفعلون ذلك لأجل المخابرات والمراقبة والاستطلاع وسيواصلون الشراء." واثار تزايد استخدام الطائرات بدون طيار الجدل في الولاياتالمتحدة بشأن شفافية الضربات القاتلة وسلطات الرئيس في اصدار اوامر بهجمات على مواطنين أميركيين في الخارج. وقتلت ضربة عام 2011 انور العولقي المولود في الولاياتالمتحدة الذي نشط في التجنيد والترويج لفرع القاعدة في جزيرة العرب. وقال بيس انه يجب استخدام الطائرات بدون طيار بصورة مسؤولة لكنها ستساعد في نهاية الامر في انقاذ ارواح بالمقارنة مع بعض الانظمة الاقدم. وكالات