عندما تسمع حكاية "كافري" ذلك الهر الفارسي الأسود الذي يقفز على قدمين كلاهما في جانب واحد، لن تملك إلا أن تمدّ يدك لتمسح دمعة تفرّ مِن عينك اليمنى، فيما ترتسم ابتسامة على شفتيك من فرط الدهشة والإعجاب. منذ 10 سنوات، عندما كان "كافري" في الثالثة، اعتاد كغيره من القطط تسلّق الأشجار ومطاردة الفئران والجري والقفز هنا وهناك، قبل أن تحدث المأساة، وتدهسه سيارة مسرعة. لحسن الحظ، نجا القط القوي من الحادثة، إلا أنه خرج منه بثلاث أرجل بعد أن بترت ساقه الخلفية اليسرى، وهكذا استأنف حياته بفضل سلسلة من العمليات الجراحية تكلّفت نحو 3500 جنيه إسترليني، بذل الأطباء خلالها قصارى جهدهم لعلاج جراحه البالغة، بالإضافة إلى ساقه الأمامية اليسرى التي تضرّرت جرّاء الحادثة أيضا. على مدى السنوات العشر التالية، تكيّف "كافري" بشكل جيّد مع الوضع الذي طرأ عليه، لذا كان من السهل عليه أن ينسى إعاقته، غير أنه إمعانا في المأساة ظهر قبل 4 أشهر ورم خبيث في ساقه الأمامية التي تم علاجها. وبدورها لم تتحمّل مالكة القط، سو جريفز (58 عاما)، فكرة إنهاء حياته بالقتل الرحيم أو خضوعه لآلام العلاج الكيميائي في ظلّ عدم وجود آمال كبيرة في النجاح. ولا يبدو أن جريفز انزعجت على الإطلاق، عندما اقترح عليها الطبيب البيطري خيارا ثالثا؛ وهو بتر ساق القط المسكين، وتركه يمشي على قدمين فقط، كلاهما في الجانب الأيمن. وقبل إجراء البتر استشار البيطري 4 من زملائه، فأجمعوا أنه لا ينبغي أن يتم ذلك بأي حال، وأكدوا أنه سيكون غير قادر على المشي وحياته لن تستحق العيش؛ لكن القط المحارب قوي الإرادة، تحدى كل منطق لقدرته في البقاء على قيد الحياة على ساقين فقط، بعد بتر ساقه. على الرغم أنه كان من المتوقع أن "كافري" سيقضي أسابيع ليتعافى في منزله، فقد تحسنت حالته في غضون أيام بفضل مساعدة أفضل صديقاته وجارته آشلي تايلر، ذات الثمانية أعوام، التي انضمت إلى فريق تمريض كان يعاونه إلى أن تماثل إلى الشفاء خلال أقل من شهرين. كل من يرى "كافري" وهو يتحرك على غرار راقصات الباليه، كان يندهش حول ما يمكنه القيام به، أما السيدة فتقول، وهي تراه يقفز إلى الجانب مثل قطة على سطح صفيح ساخن: "لا يبدو أنه منزعج على الإطلاق أنه ليس لديه سوى قدمين".