قال مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحزب يتبنى منذ 44 سنة الثوابت الحقيقية التي أصبحت اليوم ثوابت الأمة وبات منصوصا عليها في الدستور، بينما ''طوائف تمارس جمع الحطب في الغابات المظلمة في الليالي المظلمة''. وأبرز بايتاس خلال كلمته في المؤتمر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الرباطسلاالقنيطرة، أن الحزب ناضل 44 سنة من أجل وطن قوي يسود فيه النظام الملكي والدين الإسلامي والخيار الديمقراطي، وظل صادقا دون مراجعات للمبادئ والقيم والثابت، لذا ''لن نقبل بالدروس ممن قام بمراجعة تلو أخرى، ويشتغل بأجندة غير واضحة لا تنتصر للوطن والمواطنين''. وأضاف بايتاس أن الحزب كان داعما للفرقاء السياسيين، مشيرا إلى أن التجمع ساند تجربة التناوب التوافقي، وقدم المصلحة العليا للوطن رغم أن نتائجه حينها كانت تسمح له بطلب المزيد من المقاعد، وهو ما ذكره عبد الرحمن اليوسفي في مذكرات ''أحاديث في ما جرى''. في موضوع آخر، أكد بايتاس أن مخطط المغرب الأخضر مكن من رفع القيمة المضافة العالية في القطاع الفلاحي ب 12 نقطة أي ما يعادل 144 مليار درهم إضافية للناتج الداخلي. واعتبر بايتاس أن مخطط المغرب الأخضر يعني اقتصاد 2 مليار متر مكعب من المياه، أي مقابل 5 سدود كبيرة ومتوسطة، معتبرا أن المخطط مكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المواد بينها اللحوم والحليب والخضر والفواكه، رغم أن ''المخطط منذ صياغته وتطبيقه، مدارش وعد بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الحبوب". وأضاف بايتاس أن معدل إنتاج الحبوب في المخطط قدر في 70 مليون قنطار، مبرزا أن متوسط إنتاج الحبوب فاق هذا المعدل في السنوات الأخيرة، و''السنة الماضية سجلت لوحدها 102 مليون قنطار''. في السياق نفسه، شدد القيادي التجمعي على أن المخطط الأخضر ساهم في الرفع من مدخول الفلاحين الصغار، وعمل على تكثيف الأشجار المثمرة، فضلا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الخضر والفواكه، والذي جنب المملكة تداعيات الجائحة الصحية منذ مطلع سنة 2020، وتداعيات السياق الحالي المتوتر دوليا. من جانب آخر، أبرز المسؤول الحزبي أن الحكومة تدعم عددا من المواد كالسكر والدقيق، موضحا أنه يفترض أن يباع القنطار الواحد من القمح اللين ب600 درهم، لكن الحكومة تتدخل من أجل ضمان استقرار الأسعار، عبر تقديم دعم يفرضه الواجب والمسؤولية، كي لا يتعدى ثمن بيع القنطار الواحد 270 درهما بحكم الاتفاق بين الحكومة والمطاحن والمخابز. في موضوع آخر، أشاد بايتاس بمأسسة الحوار الاجتماعي، من خلال لجان تشتغل طيلة السنة وتنظيم لقاء في أبريل يسبق فاتح ماي، ولقاء آخر في شتنبر يسبق الدخول السياسي في أكتوبر، مبرزا أن اللقاءات الاجتماعية في عهد الحكومات السابقة، كان يتم تنظيمها دون ميثاق واضح يؤسس للحوار الاجتماعي. وانتقد بايتاس تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، قائلا ''الحمدلله، هذا اللي مباغيش يزيد للموظفين ماشي هو اللي كيدبر الحكومة اليوم''، مضيفا أن المقارنات المبتورة بين الاتفاق الاجتماعي الحالي وما سبقه لا تستقيم، لأن الاتفاق الاجتماعي الأخير تم في أول سنة من ولاية الحكومة وستعقبه مكتسبات أخرى كلما سمح الوضع بذلك، وليس كالحكومات السابقة. وهاجم بايتاس من يدعي أن المشاريع الحكومية وضعت في عهد الحكومات السابقة، وعلى رأسها المراسيم المتعلقة بتنزيل الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية، داعيا مروجي الأكاذيب إلى تقديم هذه النصوص التي يدعون أنهم قاموا بإعدادها لتوضيح الحقائق. جدير بالذكر أن المنسقية الجهوية لحزب الحمامة بجهة الرباطسلاالقنيطرة عقدت أول موتمر جهوي للجزب بعد المؤتمر الوطني الأخير. وعرفت أشغال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الجهوي حضور عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب في مقدمتهم راشيد الطالبي العلمي ومصطفى بايتاس وأسماء اغلالو ولحسن السعدي ونادية فتاح وأنيس بيرو وأمينة بنخضراء.