تتوقع منظمة الصحة العالمية أن تصبح متحورة دلتا مهيمنة في الأشهر المقبلة وهي معدية جدا بحيث باتت وراء 75 في المائة من الحالات الجديدة من الإصابات بكوفيد-19 في عدد من البلدان. وفي ظل هذه التطورات زاد الضغط على الدول لتسريع معدل التطعيم وتطبيق إجراءات صارمة تحسبا للموجة الرابعة قبل فصل الشتاء. فيما يأتي آخر التطورات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا في بعض الدول الأوروبية في ضوء أحدث الأرقام والتدابير الجديدة والوقائع. ألمانيا بدت ألمانيا بلداً نموذجياً في التعامل مع وباء كورونا العام الماضي لكن حملة التطعيم لم تستمر على نفس الوتيرة وتباطئت الآن حيث لم يتم تطعيم سوى 66 في المائة فقط من المواطنين بشكل كامل. مما يعني أن ألمانيا تراجعت خلف فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها من الدول المجاورة. فيما تسجل الولايات الشرقية أقل نسبة من حيث عدد الملقحين في البلاد. وبالمقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى لا تعرف ألمانيا، حسب الإحصاءات الرسمية، تسجيل إصابات أسبوعية جديدة كبيرة. لكن معدل التطعيم المنخفض يثير قلق المسؤولين مع اقتراب فصل الشتاء. كما يتم التعامل مع تدابير الحماية بدرجات مختلفة من الصرامة في الولايات الفيدرالية، ما يزيد من خطر الإصابة بالوباء. إيطاليا تراجعت المظاهرات ضد الإجراءات الحكومية الصارمة لمكافحة كورونا إلى حد كبير في إيطاليا. فمنذ 15 من أكتوبر/ تشرين الأول فرضت روما أكثر الإجراءات صرامة في جميع دول الاتحاد الأوروبي. إذ يجب على كل موظف إظهار فحص سلبي خلال 48 ساعة في حال لم يتم تطعيمه أو كان من المتعافين من كوفيد-19. واعتبر المنتقدون أن هكذا إجراء يخيّر الإيطاليين بين التطعيم أو البطالة. وعندالذهاب إلى المطعام أو دور السينما أصبح الإدلاء بجواز كورونا (الشهادة الصحية)، إلزاميا، كما لا يزال ارتداء الأقنعة مفروض في الأماكن العامة. تلقى أكثر من 85 في المائة من الإيطاليين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما جرعة لقاح واحدة على الأقل، لكن ما يصل إلى ثلاثة ملايين آخرين غير مُلقحين وهم معرضون الآن لخطر الحرمان من العمل الحضوري. وعبر فرض الشهادة الصحية، تريد الحكومة تشجيع الإيطاليين على اللقاح، وهو رهان تحقق إلى حد ما بعد استصدار 560 ألف شهادة صحية جديدة الأربعاء و860 ألفا الخميس. وتأمل الحكومة الإيطالية في الحد من مخاطر تفشي الوباء وتجنب تدابير إغلاق جديدة في إيطاليا، إحدى أكثر الدول الأوروبية تضررا من الوباء عام 2020. بريطانيا على الرغم من حملة التلقيح القوية، تبقى المملكة المتحدة الأعلى في أوروبا على مستوى إصابات كوفيد-19، ما يثير تساؤلات حول السياسة الصحية الليبرالية التي تنتهجها حكومة بوريس جونسون. فالتقدم الكبير الذي حققته بريطانيا ينعكس الآن سلبا على البلاد، حسب بعض الخبراء. هذه الحقيقة تفاقمت بسبب الاستخدام الكبير للقاح أكسفورد-أسترازينيكا الأقل فعالية من اللقاحات الاخرى. واعتمدت المملكة المتحدة استراتيجية صحية متحررة للغاية، وكثفت عدد الفعاليات في الداخل بدون تقديم شهادة صحية وألغت إلزامية وضع الكمامات في يوليو/ تموز. لكن معدلات الإصابة تقترب من تلك التي سجلت الشتاء الماضي. ولا يبدو أن هذه الأرقام تقلق كثيرا رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي رفعت حكومته معظم القيود المتبقية. أمام هذا التراخي، دعا العديد من العلماء الحكومة إلى مراجعة سياستها، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء، وهي فترة صعبة بالنسبة للمستشفيات. لاسيما مع ارتفاع أعداد الإصابات إلى 100 ألف حالة يوميا.