مرة أخرى يلجأ جنرالات الجزائر إلى التهديد بخوض مغامرة عسكرية، ضد المملكة المغربية، في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه المنطقة. وحسب ما يروج في الأوساط والإعلام الجزائري، فعدة اجتماعات تم عقدها بين القيادات العسكرية الجزائرية، حيث تم تسريب ما دار فيها بشكل مقصود، وتتحدث عن نية كابرانات قصر المرداية، في إشعال فتيل الحرب ضد المغرب، وهو ما يعتبر تلويح بورقة الحرب مجددا تجاه المملكة. وبغض النظر عن نظرية "ضربة المروحة"، التي يضطر عسكر الجزائر إلى الاستعانة بها، كلما حاصرتهم مطالب الشعب الجزائري المشروعة فهناك دوافع أخرى خارجية تحرك الآلة العسكرية الجزائرية وتدفع بها نحو دق طبول الحرب بالمنطقة. فالسياسة الخارجية الجديدة، التي أصبحت تنهجها المملكة المغربية دفاعا عن مصالحها الاستراتيجية والحيوية، واصطفافها اقتصاديا بجانب دول أخرى من غير فرنسا وإسبانيا(سنعود إلى هذه النقطة في مقال تحليلي مفصل)، جعلت دول أوروبية تشجع الكابرانات على تهديد المغرب عسكريا. بالإضافة إلى التغلغل المغربي في ثنايا القارة السمراء، وعلى جميع المستويات خصوصا منها الاقتصادية والسياسية، ضدا على سياسات الدول الاستعمارية التقليدية، كلها عوامل شجعت الجزائر على الاستمرار في غيها، بل إن تحليلات تذهب إلى حد اتهام فرنسا بدفع الجنرالات إلى استفزاز المغرب وتهديده بالحرب، كرد فعل منها(فرنسا) على اصطفافات المملكة الجديدة. عموما، فالتلويح الجزائري بالحرب ضد المغرب، ابتزاز واضح للمجتمع الدولي، ومحاولة من الجنرالات لتخويفه، في ظل الظرفية الحساسة التي تعرفها المنطقة والتجاذبات الدولية حول ثروات إفريقيا.